الجمعة، 12 يونيو 2015

"انتصار الجنس"

"انتصار الجنس"


لم يمنع حِل وترحال النفس الفلسطينية واطنانُ أحملها في قطاع غزة من مواكبة مظاهر الانتكاسة والفرح في شتى مضامير الحياة رغم افتكرها لكثير من صفتها ومسمياتها دون اسهاب او شح في القول.

اختلفت الهالة السوداء للمتوحشين بالإحباط والانكسار بلحظات قليلة شقت طريقة الحرية والكلمات الجميلة بالتوصيفات العتيدة لترادفات تدل على الحياة التي تخرج من أنف الموت.

رغم كل التصرفات التي يندى لها جبين الإنسانية من قبل السلطات الحاكمة في إجبار الناس على حقد أنفسهم وكره الحياة والتغلغل والتدخل في مناسكهم الداخلية الطبيعية الربحية النفسية، والتحذير من كتابتها في أيام فانية هي سخافة لا تضاهي غباء مستدركها بعد ذلك.

تمنعت الابتسامة من الخروج الى أهلها رغم رجعية بعد الأقلام المريضة في نفسها في وصف صورة حية لحياة ليست كأي رغد مفقود، لان تجرع أكواب الهزيمة بمعاني الانتصار في وصفتها المغموسة بكلمات دينية تثير الاشمئزاز كونه لا تعرف إلا الجنس ضربه في 60 وتجادل في صفات السبي والنكاح ولا يرى أطنان الدماء التي سالت وهو يتجرع رغد الحياة تحت حجر الأرض، قبحه الله من وطئ لسانه.

في يومنا هذا نذهب بعيدا بأرواحنا ان كانت مكتملة ونحن ما زلنا نقيس المسافة بين الحرية والظلم والعدل والكرامة ورغيف الخبز او نافذة هواء عبر معابر مؤصدة بأحكام أهلها علينا ومن معنا ونحن من جلبناهم، وكلها كلمات نعمل على تطبيقها بدعم مأكل زهيد رخيص ولكنها تذهب أدراج النسيان بعدها ولا نحظى إلا ببعض الأمل من شدة الألم.

 كتبنا عن لينا ولم نرى أي لين في حياة كانت الشدة والقسوة طريقها نحو كل شيء من اسرائيل والحركات الوطنية فاقدة الوطن والإسلامية فاقدة الدين والمهتمة بوطنية نفسها ودين حزبها، ساندت لينا أقلام صغيرة قوية بسيطة كبيرة في دينها ووطنيها خلاف للمسميات انفه الذكر.

دمعت أيدينا بالعربية والانجليزية مع أهل ملاك وهي تجر أيامها البريئة الى معتقلات الاحتلال البغيض الذي لا يعرف ابسط معاني الكرامة الإنسانية التي سلخها من بعض اليهود في أوشفيتز ولكنهم حقراء لانهم يريدوا إعادتها في فلسطين، فأصبحت النازية تشبيه سهل لما يحدث بين قافز السور في الرام شمال القدس وقافز السور بين حماس وإسرائيل في غزة. وقافز من الحياة هنا الى أدغال المخاطرة في تركيا وبلغاريا وبولندا وصربيا والمجر قبل أوكرانيا وجمعنا أصبح يعرف ويعرف تضاريس جبال وسهول أوروبا الشرقية وتسلل أرقام فيزها التي تشبه كثيرا أوصاف الجنة وهي نفس الجنة التي يُحجز فيها للناس في غزة مقاعد انقادوا للموت طوعا لا كرها.

كتبنا عن ليان وحصانها من أصحاب الشذوذ الجنسي الديني بمسميات ولحى مستعارة رغم وجودها على ووجههم وعقولهم الفارغة من شدة الحزبية ورؤية الأنثى شيء جسدي فقط لا غير بلغة الحسرة لا بلغة المال.

ذهبنا لرؤية جدائل مها وكأنها سندريلا في بحر ملوث بالألم والدماء والشرف وحولها الأمير إبراهيم فرج يضربها بمشهد نادر في مدينة تفتقر للندرة والعجب في حياتها إلا ترادف الموت الذي أصبح  علامة تجارية  ثم الحرية أمست تجارة ويعاود الإنسان ينتظر تجارة الانتصار حتى يذهب الى ظفر الأرض عله يجد قوما اقل حذاقة في ضرب مفهوم الإنسان وجعله سلعة تباع وتشترى باسم أكثر الأديان عدل للإنسان واحترام كينونته.


يوسف حماد / الأراضي الفلسطينية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق