الاثنين، 2 أبريل 2012

23 خريف انتظار... وشمعه القدر تخطفهم


لم تكن كذبه أبريل ولا صدفة نيسان بل كانت الحقيقة المروعة التي أصابت مدينة دير البلح
بل وكل قطاع غزة

حيث استفاق المواطنين على حدث أصابهم في الصميم بالحزن والألم والحسرة
3 أطفال في عمر الزهور وابتسامهم شاهد على عذوبتهم ،يخطفهم القدر ليصبحوا في صدر السماء في جنة الله لأنهم أطفال ليس إلا.

تحدثنا مع عدد من ذويهم لكن الوالد وزوجته كان في صدمة لا توصف وحديث لا عِبرفيه سوى الألم الذي لا يوصف سكنوا المنزل ولم يخرجوا منه حتى لوداع أبناءهم إلا بضغط من المواطنين وحضور رئيس الوزراء في غزة إسماعيل هنية.
صعوبة الوصول إلى الأب كانت المشكلة الوحيدة التي حلت بنا ولكنها لا توصف مقابل ما يعاني منه وزوجته.
المواطن رائد بشير في عقده الرابع لم ولن يخرج من منزله شبه المحترق وان كنا نظرنا إليه، أعيون أرهقتها الدموع ، ووجوههم شابت في غير وقتها وكلمات لا تخرج إلا بولعات  وويلات.
صبري، ونادين، وفرح، جميعهم لم يصلوا للعشر سنوات بعد، هم الذي قضوا في حريق شب في منزلهم بفعل شمعه صغيرة جعلت حياه ذويهم أثراً بعد عين.

أحد أقربائهم يقول لمراسل وكالة قدس نت للأنباء يوسف حماد وبعد إلحاح كبير بالحديث قال لنا باقتضاب،"إن رائد انتظر 23 عام حتى يرزق بأطفاله الذي بقى منهم واحد فقط خطفهم قضاء الله وقدره في لحظه ودون سابق إنذار، هو الموت فش عليه صغير ولا كبير، والله إنها مصيبة، وايش بنا نقول غير حسبيا الله ونعم الوكيل، وقدر الله وما شاء فعل".

وعن سؤاله عن اصابه أمهم قال "ليس صحيح أمهم بخير تماماً". مصاب في النفس أصعب من البدن
كان يخرج الكلمة مثقله بكل حزن لا تصفه الكلمات هذا حال احد أقربائهم، فما بالُ الأبي والأم التي لم تقوى على رؤية أطفالهم جثث هامدة أثناء توديعهم وخرت مثلهم بين نحيب وصراخ فكان القسم المشترك مع الحاضرين.
الطفل رمزي 9 سنوات وهو صديق لأحد الضحايا قال " والله إن حاجة صعبة أطفال صغار يموتوا ويكون معك طول الوقت ويروح فجأة صعبة".

هذا الطفل استطاع البوح بكلمات أثخنت جراح نفس أحد الذين جاوره وقال والدموع يحتبسها في أعينه " ليش هذول الصغار يموتوا مش حرام مش بكفى الكبار بموتوا وكمان صغار فش حدا بحس فش حدا عندو كرامة كل النفوس ماتت هلحين".

حاولنا الحديث مع أحد الأقرباء من الدرجة الأولى ولكن لم نستطع بفعل قوة الصدمة التي إصابتهم دفعة واحدة.
هذا وحمل الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ بغزة أدهم أبو سلمية ما وصفهم "بمحاصِري قطاع غزة المسؤولية عن وفاة الأطفال الثلاثة, وطالب المؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها إزاء الوضع الإنساني الخطير في القطاع".

يشار إلى أن قطاع غزة يعاني من أزمة وقود وكهرباء خانقة منذ أكثر من 50 يوماً حيث تصل ساعات الانقطاع اليومي لأكثر من 18 ساعة، ويلجأ بعض السكان إلى تخزين ما يحصلون عليه بصعوبة من كميات وقود في منازلهم بهدف تشغيل مولدات الكهرباء والسيارات.