الأحد، 28 أغسطس 2011

مركز بيت الامان للمعنفات من النساء في قطاع غزة تحديات ومجريات تفوق الرعاية الاجتماعية والشعور البشري


غزة _ يوسف حماد

رغم الجهد المضني الذي تُقرّه الأديان السماوية والمذاهب الإنسانية في تأكيد الرحمة والرأفة واللين بين البشر، ورغم الأضرار المروعة جرّاء اعتماد العنف كأداة للتخاطب والحور، والحديث ورغم أنَّ أي إنجاز بشري متوقف على ركائز الإستقرار والسلام والمحبة ..
رغم هذا وتلك ما زالت البشرية تدفع فواتير باهضة جرّاء اعتماد العنف كوسيلة للعيش.

إنَّ الهمجية العدوانية ما زالت متأصلة في أذهان وسلوكيات البعض، في التعاطي مع الحياة وذلك على أرضية ومنهج العنف المضاد للآخر والفاقد للسماحة والرحمة، وإنها مشكلة قديمة جديدة لا تلبث أن تستقر في ساحتنا الإنسانية كل حين لتصادر أمننا الإنساني وتقدمنا البشري، فرغم التطورات الغير مسبوقة في الذهن والعقل الإنساني بما يتأقلم مع المدنية والتحضّر.. إلاّ أنه ما زلنا نشهد سيادة منهج العنف في تعاطي بني البشر وبالذات تجاه الكائنات الوديعة كالمرأة، وإنه توظيف مقيت ذلك الذي يوظّف القوة لديه ليُحيلها إلى تجبّر وسيطرة من خلال العنف القسري المُمارس ضد الاضعاف.
ففي حديثنا هنا لم نبتعد كثيرا عن مكان الفعل وليس الزمان أوائل التاريخ واما الحدث والزمان والمكان قطاع غزة المحاصر مذن 4 أعوام ونيف والذي يعاني من حكم العادات والتقاليد التي تترنح أحكامها بين حجج الذي يمتهنون العنف وسيلة حياة.
في جنحة الشمس القوية التي تطلق موجات الحرارة القاسية بين شوارع مدينة غزة هدتنا الطريق إلى مركز بيت الأمان الذي يعني بالمعنفات بدنياً ونفسياً بمدينة غزة وذلك لفتح باب السؤال حول طبيعه النزيلات هناك وكيفية التأقلم في مركز مغلقة وبها اساسيات الحياة بل وتزيد على ذلك احياناً.
ولعل النزيله من بادهت الامر لا تتقبل بصورة مباشرة التعايش في مثل هذا المركز ولكن مع الوقت ووجود جميع مقومات الحياة الاجتماعية والرياضية والنفسية لربما تساعده على الخروج من العزلة التي تمر بها بالمركز.
حالات ناحجة ونفقات عالية
مديرة المركزالسيدة/ إيمان عدوان كانت جيدة الطباع كريمة المأخذ طيبة الحديث خلافا لإسمها فقد قالت في لفيف الكلام التي حدثتنا به أن المركز تم افتتاحه في منتصف يونيو/ حزيران لهذا العام 2011 للميلاد، اي أنه حديث الوالدة والفكرة  وهو محاولة دعم المعنفات في المجتمع الفلسطيني في غزة مثل نظريتها بالوطن أي الضفة المحتلة من خلال هذا البيت، وذلك دعما للحالات التي تصل اليهم مع العلم أنه مع هذه الفترة توجهت 12 حالة إلى المركز وبفضل الجهود المضنية التي يبذلها العاملين وحالات النجاح التي حققتها المؤسسة حيث أن 8 حالات تم حل مشكلتها بصورة شبه كاملة وذلك بفضل الاخصائيون المتواجدون مع النزيلات.
أيضاً بفعل العمل الدؤوب مع وزارة الشؤون الاجتماعية في غزة،  وحسب عدوان فإن التكالفة التشغلية للمركز عالية نوعاً ما بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة .

معظم الحالات تحرش وعنف جنسي.
واردفت عدوان بالحديث أن الحالات التي لم تتجاوز الـ 15 خلال شهرين كانت لحالات اعتداء وتحرش جنسي بالنزيلات والتي كنا نتعامل معهن بصورة جيدة للغاية، وإن أكبر دليل هو نجاح المركز في اعادة العديد من النزيلات إلى ذويهم بعد التوصل إلى حلول مرضية وتامة ولكان ليس بنسبة 100% وأن مجموعة متخصصة من العاملون بالمركز تقوم بجولة دورية على المنازل التي كانت الحالات تعالج ببيت الامان حتى نكون على دراية كاملة بالاحداث التي تصادف النزيلات في منازلهم بعالوصود لحل مع الاهل، وأيضاً لنكون على معرفة وأن لا نقع في مشكلات جديدة.

نفاقات عالية على عاتك وزارة الشؤون الاجتماعية
عدوان التي كانت بجوارها المساعدة الإدراية لها ، قالت ان المركز وبتكاليفه التشغلية من موظفات وعاملات وحراسه وما إلى ذلك من مواد تشغاليه ومعدات لوجستية يثقل كاهل الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية خاصة، ومع ذلك تواصل فتح ابوابها للجميع في المركز واضافت عدوان أن التكاليف المالية تضاعفات مع الحصار والتضييق المالي على الحكومة في غزة، ولعل عدوان كانت شديدة الانشغال في الـ 16 دقيقة التي تحدثت إلينا بها.

نزيله تتحدث واستخدام" الكماشه"
تتحدث نزيله وهي فرحة المظهر مبتسمة الوجه لربما لانها تتلقى رعاية كانت تفتقدهم في مضاجعها الطفولية، الطفلة تحدثت عن الوضع العام في المركز وقالت ان الحياة فيه أفضل من الخارج بكثير " الاسرة " .
وأن الوضع "هان جيد جدا وموفر لنا كل شيئ" "ونحن مبسوطين كثير" الطفلة كانت من محياها لاتتجاوز الـ12 ربيعاً ولكن يبدو عليها اثار الصيف على تضاريس وجهها بفعل الخلفية النفسية القاسية لديها بفعل الوضع الاسري المروع التي كانت تعيش به لربما، وكانت الطفلة انتهت من درسستها من الصف السادس بفعل فاعل، لانها كانت تخرج الكلمات بعدة عدة اسئلة ونساعده على إكمال الإجابة التي تحدثنا بها.
 الطفلة يبدو عليها الابتسامة التي افتقدتها كثيرا ولكن عيناها كانت تقول أن حنان الأم هو الابتسامة الناقصة لها.
وأضافت إحدى الممسؤولات أن واحدة من النزيلات كانت تأتي وهي مصابة بجروح بسبب تعمد زوجها استخدام آلة حادة " الكماشة" في وخز جسمها بها في حال نشوب مشاكل بينهما
وحكايات وحشية أخرى

قصة نجاح
المساعدة الادارية لعدوان قالت ان المركز يسير بصورة ممتازة لاتمام زواج فتاة من المركز بعد ان تقدم لها أحد الشباب المناسب حسب ادارة المركز، وهم يسرون بجهد كبير لنجاح هذا المشروع وقد كانت ادارة المركز تقوم بالاعداد لهذه المراسم بشكل جيد ومقبول يوحي وكأن الامر يخصهم بل وأكثر من ذلك، واضافت المساعدة أن الاجر الديني يضاهي الثواب الدنياوي من اتمام هذا الزواج.



شكر وعرفان من الجميع.

عدوان التي أوضحت أن بعض أقراب النزلاء يشكرون المركز بصورة معبرة جدا ، للعمل الذي يقدمه على قدم وساق للجميع ممن تصل الى المركز مشكلتهم ويساعدوا على حالها دون تردد، ,وأكدت أن المركز على استعداد لاستقبال أي حاله مهما كانت المشكلة التي تعاني منها وذلك ضمن سؤالنا إن توجهنا لهم بالحديث عن وجود حالات معينة يصعب الوصول اليها في محافظات قطاع غزة.