الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

فيديو .. رحلة صيد بغزة قد لا يعود صاحبها!





غزة : يوسف حماد

يبدو ان الشمس الفلسطينية في قطاع غزة، تشرق عكس الطبيعة الفلكية على هذه البسيطة، حيث تطل شمس الرزق ونورها وما تدلف بها من حياة وأمل ونشاط بقوة وخير المحمول الكثير من القلق، لدى الصياد الفلسطيني من مغارب الأرض لا مشارقها.
حيث تشرق شمس العمل في قلبه من مغرب البحر حين يمتطي الصياد الفلسطيني مركب صيد مقبول الحال، والذي طويت كل حياته على أمواج عاتية لا تصدوها ميناء بحري بل لسان بحري يتيم، و يتمدد في مساحة صيدا ضيقة ضلت على مدى عقدة من الزمان تراوح مكانها على شريط بحري لا يتعدى الـ6 أميال الى 9 في أقصى حد، تسمح بها اسرائيل على عكس ما اتفق في معاهدة أوسلو للسلام وهي 20 ميل بحريا عام 1993.
فقصة الصياد ابو راني 41 عاما والذي يخرج كل ضحى ومساء من مرفأ غزة البحري المتواضع والذي يعتبر مقلم الحدود مقارنة بأقرب ميناء بحري وهو ميناء مدينة عسقلان الاسرائيلي على تخوم القطاع المحاصر من قبل اسرائيل منذ 8 سنوات منعت فيها المياه النظيفة وما تحمله من خيرات بحرية من الوصول الى سواحل غزة الذي شبع بالمياه العادلة والصرف الصحي التي يتلقها صباح مساء من غزة".
يبحث "أبو راني"  مصطفى عياد ونجله البكر راني "16 ربيعا "  عن نصيب في الرزق منذ ساعة شروقهم في رزقا قد لا يعودوا منه أحياء، او يعود قاربهم بدون رواده، وهم ساعين لحياة بسيطة بكل أمل يحبوا في مجاديف تقودها أيدي أنهكت من مطاردة الزوارق الاسرائيلية لها في عرض بحر مسلوب.
مصطفى وراني، وأصدقائهم محمود ورائد، أقصى ما يفكرون بها هو العودة باللحم الأبيض ( السمك) لبيعه حتى يسد حناجر عصافيرهم، التي أعياها حصارا اسرائيلي كان وما زال لا يحمل أي شأن إنسانية ضجت بها اسرائيل مسامع المجتمع الغربي، وهي التي تسمي نفسها واحة الحضارة الغربية في الشرق الأوسط، فالحقيقة ان زوارق الدولة الحضارية، تقتل وتحرق مراكب متهالكة لفلسطينيين،بشكل دوري.
يقول ابو رامي لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء" بعد ان عاد بنحو الـ15 صناديق من السمك الصغير، والمتوسط في رحلة صيد قاربت الـ 17 ساعة حيث يخرجوا في مجموعات مع غروب الشمس، وهو يوم عملهم الى عرض البحر، او الى ما هو مسموح به".
يضيف ابو راني وبجواره عدد من الصيادين يقومون بعملية صيانة لمراكب أخرى تعرضها لإطلاق نار اسرائيلي من قبل الزوارق الحربية التي لا تغادر عرض البحر ولا ساحله " إحنا نخرج كل يوم نمكث في البحر نحو الـ20 ساعة، يعني نهار كاملة، ويا عالم نرجع الى عسقلان معتقلان ( في إشارة الى اعتقالهم من قبل البحرية الاسرائيلية) أو نرجع بلا قارب بعد قصفه من قبل الاحتلال، نحن نخاطر كل يوم بسبب رزقنا الذي من المفترض ان يكون أولى القضايا التي يجب حلها من قبل المسئولين".
ويكمل ابو راني وأطفال يلهون قرب المركب الصغير، وهو مولاهم في طلب الرزق اليومي لمهنة قد تكون من السهل الممتنع ولكنها في غزة اخطر المهن التي يحاول البعض تجنبها، ويفضل ان يعيش في الظلام على الركوب فيها قواربها.
أما الصياد الفلسطيني الشاب محمود الاغا يقول لمراسلنا " نحن نذهب كل يوم في رحلة ومغامرة وخاطرة، من الاحتلال وحتى من العودة فارغي الصيد".
وعن سبب ذلك يقول محمود هو شاب خريجي جامعي من تخصص الإدارة والاقتصاد " للآسف نحن لا نعرف الحدود الحقيقة للصيد في عرض البحر، موضحا نحن نعتقد انها مسافة معينة والاحتلال يعتقد انه مساحة ما، فنقع نحن الحلقة الأضعف في هذا اللبس الذي من الصعب ان تكون أنت فيه صاحب الكلمة الأقوى لأنك بكل بساطة الأضعف، بل والذي يرضى بالقليل لأجل عيش أطفاله في غزة، حتى البطالة لا تحصل عليها في أحسن الظروف".
ويزيد محمود وبدئ مستاء للغاية في حديثه " انظر هذا طفلي يلهو هنا، ويعلب دون معرفة حقيقة الشقاء والتعب الذي نقضيه في نهار كامل، في جلب الغاز والسفر الى الأميال البسيطة المسموح بها، ثم العودة بكمية قد لا تكون كافية او مجزية بسبب اقتراب الزوارق الحربية الاسرائيلية من القوارب، لذلك نخرج مستاءين كما ترى جفاف عيوننا  القليل من النوم دون فائدة في بعض الأحيان".
بدوره قال نقيب الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة نزار عياش " ان الاحتلال الاسرائيلي ينصب نفسه كمسئول عن مسافة الصيد التي جرى الاتفاق عليها ويخرقها وقت ما يشاء وفق ذرائع وهمية".
ويضيف عياش لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء" ان الاحتلال الاسرائيلي يمارس دور القراصنة في البحر، ويمنع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والسماح لعبور الصاديين الى المسافات المحدودة، والتي هي أصلا قليلة مقارن باتفاقات سابقة مع السلطة الفلسطينية.
ويصدر الجيش الاسرائيلي عادتا بيانات مقتضبة حول مسافات الصيد ويقول انه يقوم بأعمال احترازية وأمنية  في عرض البحر، لمنع رصد مصادر ومنابع الغاز الطبيعي، م قبل الفلسطينيين عبر قوارب الصيد.


https://www.youtube.com/watch?v=9wA0HiSmlsM
 

الجمعة، 3 أكتوبر 2014

كل عام ولا يوجد خير

كل عام وانتم بخير، فهذا الخير يمنع فيه الطموح والامل، والجموح بالفكر ومناطحة رؤوس اموال الفكر السائد الوحيد وشعاعه الالهي كما يقولون، كل عام والخير في هذه الكلمة لا يغادره قسرا واعتاد على تكرار نفسها  أمام افواه ملت الكلام وجفت بالتلاسن المعسول نفاقا، كل عام وانتم تعتاشوا بلا حياة وبلا موت وبلا امل وبلا خير الا في نطقه، كل عام وانتم بخير لان الضرورات تبيح المحذورات، كل عام وانتم تستمعون الى التجارب الصاروخية التي عادت من جديد، مع اختفاء الاستطلاع، كل عام ولا خير الا في يوم الله العظيم والرجاء منه، كل عام والبشر يزدادوا قسوة وكرها واضغانا باحقاد، كل عام وغلبة الدين بفتح الدال سائدة وقهر الرجال ما اكثرة.
كل عام وملئ الاشداق ترتوى قهرا قسري ينتظرون موت كريم او قبيحا بلا جدوى، كل عام ونحن، نذهبا بكل محبة لحيتان الروم، واسالك الاحتلال، ونبيع ما تبقى من مجوهرات لرؤية العيد الجميل في اوساط الكافرين.
كل عام ونحن نحلم مع اتجاه الريح، ونستعد فتأتي نكبات لا تختلف عن ارقام القرن الماضي.
كل عام والمعبر يزداد ظلما، يزداد مالا، يزداد ارجاعا.
كل عام وحرب الشتاء تقترب على بيوتا وبيوت، كل عام والكثيرون يقرأو ويمروا بحزن، ويعودوا لحياتهم بصورة عجيبة، كل عام ونحن لسنا ابناء الكبار مع اننا من يعبدهم ويكبرهم ويوصلهم الى القمة الساذجة، كل عام ونحن نرتوي صبرا ثقيلا لا يسمع ولا يرى ولا يبصر اي انوار، وفقط نحلم به ونحن في وضح الشمس حتى، كل عام ونحن لسنا ابناء حماس او السلطة ولا من رعاع مثناهم حتى ندرس في مانهاتن وفلوريدا وفرجينيا وام درمان وسوسة وطنجة وكوالالمبور، وجاكرتا وكاراكاس، مانشستر وغلاسكو، ودبلن واثنيا، ثم وارسو وصوفيا وموسكو، كل عام ونحن نكره انفسنا ورؤساءنا وحماسنا وغزتنا، وحسابنا واهلنا وننفث جهنم مقتنا في احبابنا.
الا الذين احبهم محمود درويش.
كل عام وانتم بخير حقيقي غائبا ولكنه يبقى حاضرا


ك