الاثنين، 29 يونيو 2015

الامل الاسود


الامل الاسود


 تلخًص مجزرة البقاء على قيد الحياة التي جرت امام مقاطع فيديو مقتضبة في فرنسا وقاعدة عسكرية في الصومال ثم الكويت وتونس ولا تتوقف في سوريا والعراق واليمن وهي الاكثر وحشية في سادية البشر انقطعت بهم السبل وأدت إلى معركة طرفها واحد تفنن في ازهاق الارواح بما لا يمكن وصفه امام عيون جبت على الدماء البشرية للضعفاء ذوو الجباه الساجدة والمستأنسة.

 قتل فيها خلال اسبوع 1356 انسان بشري في سوريا والعراق والصومال وفرنسا والكويت واليمن الحزين واخير بأحب البلاد تونس التي امست حمراء بالدماء والدموع في علمها لا بخضرة ارضها الطاهرة.

 نتحدث عن الانحطاط الكبير الذي يمارسه البشر ضد إخوانهم في الإنسانية.

حيث تحوّل الضحايا في كل معركة في اتجاه واحد إلى ضحايا الضحايا مما كشف مأساة الإنسان الذي لم يعد لديه غير أن يلقى الموت أو يشارك مرغما في قتل أخيه الإنسان بداعي الحاجة البشرية الماسّة للغذاء والماء والدفاع عن أطفاله وليس بمنفصل عن الجنس واللذة ورغدة الحياة على رقاب العباد من العباد واخيرا سلووك التطرف الذي اصبح لا يوصف في فظاعته، وهو أمر يكشف القعر الذي أوصلت إليه البشرية بؤساءها للمضطهدين، بدءاً من طغمة التكفيرين المستبدين في تشريع الحرام على رقاب الحلال في الأرض والعيش في الذبح وازهاق الارواح ظلما وعدوانا باسم ارق الاديان انسانية ورحمة ونصرة للضعفاء ونسي اهل التطرف وهم كثر عغثاء السيل انه "في كل كبدة رطبة اجر" لا لسبب غير أنهم مسلمون، فحوّلت قضية الشعب في ارض الله المختلفة من كفاح ضد طغمة مستبدة او احتلال مباشر وغيره بالجمع إلى مذبحة أهلية ينشغل فيها المسلمون بكره وحقد المسلمين وغير المسلمين حد الزبد.

لكن هذا التحليل وحده لا يكفي لتفسير درجة الانحطاط الأخلاقي الذي يحيط بمأساة القتل لذة بابشع الطرق.

في رمضان نكتب في سرد يصعب نظمه كيف تتكشف أبشع طرق السادية لدى البشر باكثر الاخراج تطورا لا ندري بل ندري كيف تنسب هذه الافعال الى رايات الخلافة والاسلام وحنافية دين الله وكتاب عيسى وموسى وابراهيم وسليمان والزبور يحاولون بجر الرقاب بافزع الافعال ترويعا تسويق لراياتهم الخائبة على نفوس ضعيفة.

 بالقاء نظرة سريعة على ما يجري في الشرق الاوسط من اهوال، وجرائم ضد الانسانية، وكوارث انسانية، بما في ذلك صعود تنظيمات التطرف والارهاب، وانتشار المجازر ضد المدنيين على خلفيات سياسية او طائفية في بلاد لا تبعد كثيرا عن الشواطئ الاوروبية. الواقع أننا اصبحنا بلادا لا تكاد تصدر للعالم الا صور الدم والتطرف والتوحش والكراهية ، بعد ان تحولنا الى اكبر حمام دم في القرن الواحد والعشرين. وليس مستغربا، وبالتوازي مع التجاهل اللااخلاقي من الجانب الاوروبي لجذور المشكلة وهذا الذي يرهق في الميزانيات في تعليم دروس حقوق الانسان لاهالي جنوب المتوسط منذ عقود،ولا فضاضة ان تتسع موجات الهجرة غير الشرعية خلال المرحلة المقبلة، بعد ان اصبح احتمال الموت غرقا في الطريق الى اوروبا الخيار الافضل امام الملايين الذين اصبحت حياتهم ابشع كثيرا من الموت نفسه، حتى ان كثيرين يبيعون ما يملكونه او يقترضون لتوفير حفنة الدولارات المطلوبة ليتمكن من حجز مكان في أحد قوارب الموت. 

وبغياب استراتيجية شاملة، تستند الى شجاعة وشفافية ومسؤولية وطنية وانسانية لدى دول تحل مساكلها بالصواريخ الاسرائيلية والقنابل العنقودية الامريكية وحشوه البراميل المتفجرة بتعبئة روسية، وتتوازى فيها مسارات الأمن والسياسة و الاقتصاد والثقافة والتعليم، على اوروبا ان تستعد الى مواجهة هجرات، ومآس ايضا، غير مسبوقة في تاريخ البشرية بفعل الافعال الجرثومية لبني البشر في القتل والذبح لبشر يخروا امام ذويهم ودموعهم المدرارة دون ادنى رحمة تستقر في صدور قلوب قاتلهم.

في نظم مؤلم لا يمكن فهم هالة التدهور النفسي والسلوكي في طبيعة بني البشر في اطار الازمات التي تحرق المنطقة ولا حتى مع انفلاج العصف الطائفي الداخلي في بلاد الاسلام ولا اله الا الله قبل كل شيء دون الحاجة لسب ال امية او صحابة ال بيت رسول الله كما يجري في كل خلاف شمال لبنان، بحيث يجنن جنون الانسان لقتل سنة اعدموا بما لا يخيل وصف على يد بشرا ينسبو انفسهم لاهل السنة حتى أصبح فعلهم ايقونة كفاح مزورة.

لا يوجد مشهد كفاية يصف عظائم الامور لنكب بالويل والاجر تصرف ينصب لبني البشر ضد بني بشرا ذنبهم أنهم بشروا اختلفوا في قولهم او دينهم لاجل مقتبسات دينية كانت وﻻ زالت حرفة البعض للبغي والطغيان مقابل رغد نفسه أمام امعات كثر من البشر يصدقوا ولا يعرفوا.. يؤمنو ولا يعرفوا.. يقتلوا وهم الجهال لا غيرهم.


يوسف حماد / الاراضي الفلسطينية

الجمعة، 12 يونيو 2015

"انتصار الجنس"

"انتصار الجنس"


لم يمنع حِل وترحال النفس الفلسطينية واطنانُ أحملها في قطاع غزة من مواكبة مظاهر الانتكاسة والفرح في شتى مضامير الحياة رغم افتكرها لكثير من صفتها ومسمياتها دون اسهاب او شح في القول.

اختلفت الهالة السوداء للمتوحشين بالإحباط والانكسار بلحظات قليلة شقت طريقة الحرية والكلمات الجميلة بالتوصيفات العتيدة لترادفات تدل على الحياة التي تخرج من أنف الموت.

رغم كل التصرفات التي يندى لها جبين الإنسانية من قبل السلطات الحاكمة في إجبار الناس على حقد أنفسهم وكره الحياة والتغلغل والتدخل في مناسكهم الداخلية الطبيعية الربحية النفسية، والتحذير من كتابتها في أيام فانية هي سخافة لا تضاهي غباء مستدركها بعد ذلك.

تمنعت الابتسامة من الخروج الى أهلها رغم رجعية بعد الأقلام المريضة في نفسها في وصف صورة حية لحياة ليست كأي رغد مفقود، لان تجرع أكواب الهزيمة بمعاني الانتصار في وصفتها المغموسة بكلمات دينية تثير الاشمئزاز كونه لا تعرف إلا الجنس ضربه في 60 وتجادل في صفات السبي والنكاح ولا يرى أطنان الدماء التي سالت وهو يتجرع رغد الحياة تحت حجر الأرض، قبحه الله من وطئ لسانه.

في يومنا هذا نذهب بعيدا بأرواحنا ان كانت مكتملة ونحن ما زلنا نقيس المسافة بين الحرية والظلم والعدل والكرامة ورغيف الخبز او نافذة هواء عبر معابر مؤصدة بأحكام أهلها علينا ومن معنا ونحن من جلبناهم، وكلها كلمات نعمل على تطبيقها بدعم مأكل زهيد رخيص ولكنها تذهب أدراج النسيان بعدها ولا نحظى إلا ببعض الأمل من شدة الألم.

 كتبنا عن لينا ولم نرى أي لين في حياة كانت الشدة والقسوة طريقها نحو كل شيء من اسرائيل والحركات الوطنية فاقدة الوطن والإسلامية فاقدة الدين والمهتمة بوطنية نفسها ودين حزبها، ساندت لينا أقلام صغيرة قوية بسيطة كبيرة في دينها ووطنيها خلاف للمسميات انفه الذكر.

دمعت أيدينا بالعربية والانجليزية مع أهل ملاك وهي تجر أيامها البريئة الى معتقلات الاحتلال البغيض الذي لا يعرف ابسط معاني الكرامة الإنسانية التي سلخها من بعض اليهود في أوشفيتز ولكنهم حقراء لانهم يريدوا إعادتها في فلسطين، فأصبحت النازية تشبيه سهل لما يحدث بين قافز السور في الرام شمال القدس وقافز السور بين حماس وإسرائيل في غزة. وقافز من الحياة هنا الى أدغال المخاطرة في تركيا وبلغاريا وبولندا وصربيا والمجر قبل أوكرانيا وجمعنا أصبح يعرف ويعرف تضاريس جبال وسهول أوروبا الشرقية وتسلل أرقام فيزها التي تشبه كثيرا أوصاف الجنة وهي نفس الجنة التي يُحجز فيها للناس في غزة مقاعد انقادوا للموت طوعا لا كرها.

كتبنا عن ليان وحصانها من أصحاب الشذوذ الجنسي الديني بمسميات ولحى مستعارة رغم وجودها على ووجههم وعقولهم الفارغة من شدة الحزبية ورؤية الأنثى شيء جسدي فقط لا غير بلغة الحسرة لا بلغة المال.

ذهبنا لرؤية جدائل مها وكأنها سندريلا في بحر ملوث بالألم والدماء والشرف وحولها الأمير إبراهيم فرج يضربها بمشهد نادر في مدينة تفتقر للندرة والعجب في حياتها إلا ترادف الموت الذي أصبح  علامة تجارية  ثم الحرية أمست تجارة ويعاود الإنسان ينتظر تجارة الانتصار حتى يذهب الى ظفر الأرض عله يجد قوما اقل حذاقة في ضرب مفهوم الإنسان وجعله سلعة تباع وتشترى باسم أكثر الأديان عدل للإنسان واحترام كينونته.


يوسف حماد / الأراضي الفلسطينية