الجمعة، 10 أغسطس 2012

صرخة العشرةِ أيام من كوخ القماش بالصور

غزة _ مدونة حـــارة


لم تجد بداً للحديث بهذه اللهجة أو بهذه الكلمات المدببة بالحزين العميق من ضنك الحياة ومردى الايام فتقول بكل أملٍ مشحونا بالحصرة ووبال الأمر "الحمد لله" ...

أم هيثم بلغت الـ 44 خريف وهي أم لـ 8 أطفالا وقاصرين ويافعين وشباب ذكور واناث هم حولها وزوجها ضِيقت بهم الارض بالجلوس حولنا لان فجواتها أكثر من كمالها.

كانت باحة المنزل اغنى عن 100 سؤال والملفت اننا وجدنه يتسع لدخول حيوانات ضالة لكبر الفجوة في بابه الاول.

رجاء من سكان ببيت لاهيا أقصى شمال غزة قرب الحدود الاسرائيلية بمنزلها الذي لا يوجد بها سوى القماش وليس الا القماش يلفه وكأنه في العصور الاولى تقول " الحمد لله احنا احسن من غير بكفي انوا احنا مستورين في ناس يمكن ما في عندهم خيش وقماش يغطوا دارهم فيه ، وربنا كبير ان شاء الله بنصير احسن في المستقبل"

وعن السؤال بعدم وجود مواد لذلك " قالت والبؤس يخرج من عيني نجلها الأصغر الذي يتفحص وجه أمه الحزين، "والله فش حاجة نعمل فيها حاجة عشان عدل الدار لا عندنا داخل ولا خارج زي ما انت شايف ابو هيثم الغضروف مقعدو من الشغل من 15 سنة ، ولم تكمل حديثها بابتسامة مصطنعة تخفي ورائها سيول الدموع".

دخلنا شبه المنزل حيث سطح المنزل الذي اهترئ من الصدى، واعياه اثر القصف الاسرائيلي خلال جوالات التصعيد السابقة ، ولم يكون الاحتلال الوحيد الذي يصيبهم بالخوف الشديد والضرر بالمنزل ، بل أن بعض الصواريخ المحلية اصبتهم في صميم قلبهم خلال الايام الخوالي فجزء منه مصاب بشظايا بعض القذائف المحلية التي أتت على المنزل بالضرر ايضاً.

وعن الوضع المادي والمعيشي قالت خلال حديثها لشبكة راية " والله بصراحة بدخل علينا كل 3 شهور" 100 دولار أمريكي" من خلال المؤن التموينية من وكالة الغوث " كابونات الأونروا" وبيع جزء منها حتى نعتاش منه، مردفه بالقول والله تبع الدكان بدوا منا قرابة 1200 شيقل منذ 6 شهور وان ادخل بطرق التفافية حتى لا يراني ، وعن المساعدات الحكومية قالت لا نتقاضى مساعدة افقر الفقراء من وزارة الشؤون الاجتماعية متضرعة الأخيرة بوجود شباب في المنزل فأصبح وجود الشباب سبب لبتر مساعدات هم اولى من غيرهم حسب اعيننا، ولم تنهي عند ذلك بل أن جميع اولادها لا يستطيعوا دخول أي من الجامعات المحلية بسبب الرسوم والمواصلات مما  جلى بهم أن يكون شغلهم الشغال العثور على عملا هنا أو هناك وعندما بزرت كريمتها المجتهدة الحقتها بكلية دينية مجانية ولكن المواصلات كانت ثقيلة عليها اذ لم تكمل الفصل الواحد حتى انهت دراسة مجال اضطرت له مرغمة ولم تكمل فيه".

مصابهم في الحياة جعلهم فيها كأعجاز نخلا خاوية وهم يقاومون ليس الاحتلال بل الحياة للوصول الى ادنى درجاتها المعيشية".

وفتحت لنا خزانة الملابس وليتها لم تفعل اذ لم نجد بها سوى بعض الملبوسات التي ضننا أنها قديمة جدا ولكنها ملابسهم". لم نسطع الاكمال احتباساً لمشاعرنا وعدم تجديد المآسي لهم.

وجدنا ابو هيثم وصل به الأمر للخروج من المنزل لعدم قدرته على الانصات لزوجته لمراره الحديث وتجرعه الاسى وتحدث لنا مرغماً.

فقال على مضض " أنا قاعد من 15 سنة ايش بدك اسوي واحكي يعني ، انا مخنوق كل يوم اكثر واكثر وخاصة لمن يجيك تبع الدكان ويقولك وين الدين، ولا لمن يقولك ابنك بدي حاجة وكل يوم الطلبات بتزيد وفش حاجة تغطي غير بعض أهل الخير من فصل لموسم بجيبوا الي فيه النصيب، وهو صاحب الـ5 عقود أو يزيد، فطر لمتهان المكوث في المنزل اناكف في ولادي لانوا القعدة صعبة ... والله القعدة صعبة على الراجل يتكلم والحزن يجتث قلوبنا".

واشتكى أبو محمد من ظلم المساجد حتى في توزيع المستحقات الغذائية فقال بأسً كبير المثل الشعبي " الي قريب على الطنجرة بياكل " واحنا بعاد والله".

انهكتنا درجة الحرارة في وسط المنزل كونه يلفه القماش من معظم الجهات  وعن هذا قال اصغرهم محمد 9 سنوات نفصي يكون عدنا مروحة لانوا البعوض بقرص فينا والدنيا شوب كثير والله في الليل".

مضيفا "الولاد في الحارة بضلهم يقولوا الينا انت فش الكوا دار ويعيبوا علينا وأنا بروح اصيح عند أمي وبس مطراً للجلوس في المنزل لمطاردة واللعب مع الصراصير لكثرتها عندهم كما يقول، متمنياً ان يكون له دراجة هوائية وبعض الالعاب حتى يلهو بها اذ هو في الاجازة الصيفية فلا يأخذ منها الا صيفها وحراها فقط، ".

ومحمد يحلم  بكل أمل وبراءته  تخترق  كل الحدود، بلباس مقتنيات نادي ريال مدريد الاسباني ولو يوم واحد في حياته اذ يشجعه ويخلفني بذلك في النادي".

هذه الاحلام تراود  10 اشخاص في اواخر الشهر الاكرم وتلف البلاد باحثة عن كريم لهؤلاء في كثرة شح المداخل على أمثال شخوصهم.

عندهم الامل لا ينتهي والرب كريم ومعاطى عن طريق عباد يبحثون عن مجاورة الخير في اواخر ايام لا يلحقها كل الناس فالدال على الخير كفاعله. وللحديث بقية