الجمعة، 5 سبتمبر 2014

تزايد الهجرة السرية والعلنية من قطاع غزة الى اوروبا

تزايد الهجرة السرية والعلنية من قطاع غزة الى اوروبا

لا عجب ان دولة تشيلي التي تقع في اقصى اقصى المعمورة تعتبر الاكثر وفرة بالمهاجرين الفلسطينيين والذين اصبحوا مجانسين، حيث هاجروا طوعا وقسرا منذ سنين قريبة وبعيدة الى امريكا الجنوبية، وبعيدا عن تشيلي وغزة ايضا تقع السويد في ابرد صقاع الارض بالتجمع الاسكندنافي والتي تعتبر كعبة المهاجرين خاصة من المناطق العربية التي تعج بالنزاعات والاضطرابات الامنية وهي في تزايد، فلم يكن ينقص الفلسطيني من قطاع غزة الا ان تضرب اسرائيل هذا القطاع المحاصر بالقنابل والصواريخ حتى يقبل مبدئيا في بلاد الاحلام الاوروبية وفق الشاب "عمر".
وليس من الغرابة او الصدفة في شيء ان المهاجرين الفلسطينيين في بلاد الثلج او ارض الجميلات،(السويد) هم اكثر جالية عربية، بل زد عليها ان اقرب الاحصائيات شبه الرسمية تقول ان 70 الف من الفلسطينيين في اوروبا هم مواطنون سويديون او ينتظروا ذلك.
في المقابل في نقطة ما على هذه الارض لا تعرف الا الصمود وكلمات الصبر المؤثر قطاع غزة، لم ينتهي من تجفيف دموع ودماء اهله واطفاله، حيث يستل عمر " 27 عاما" حقيبته لا ليفجر نفسه داخل حافلة في إسرائيل، ولا ليكون ضمن فريق السلام الدائم مع اسرائيل بالتراضي، انما فضل الذهاب تحت ظفر الارض يحمل بضع مئات من الدولارات يسير في نفق يربط قطاع غزة بمصر الذي لا يوجد فيها كهرباء كما كافة مناطق القطاع، حيث ينتظره شخص تلقى انفا بعض الرشى سيقوم بنقله رفقة العشرات من الشباب الفلسطيني بعد ان تم تجميع عدد معين الى شقة سكنية في احدى المناطق في مدينة الاسكندرية الساحلية في مصر على حوض البحر الابيض المتوسط وهو ذاته البحر الذي يضرب أرض قطاع غزة كل لحظة دون ميناء بحري تصده فلا تجد امواج البحر الابيض الذي امسى اسودا الا زجاجات تحمل اوراق الاحلام والامل الطامحة من فتيات وشباب قطاع غزة، الى المياه الصافية في احضان العالم الاول.
عمر 27 عاما " لم يذكر اسمه الثاني، سرد كلمات عميقة وتفاصيل مثيرة ل قدس نت" عبر برنامج السكاي بي للمحادثات المدعوم بخاصية الرؤية المباشرة وهو يذرف الدموع بحرارة فرحا لا حزن انه وصل الى مدينة مالمو السويدية الساحلية منذ ايام، بعد رحلة بحرية مكث في عرض البحر 12 يوما الى ان وصل الى ايطاليا".
يضيف عمر والذي كان يتحدث وبجواره عدد من الاشخاص يبدوا على لكنتهم انهم من سوريا نزحوا ايضا من القتال " هذه الرحلة الساحلية التي خرجت منها ويحاول ان يلحقني كلا من يوسف ومحمود وسعيد وأحمد، كما الكثير من الفلسطينيين بينهم شادي والذي قضى في العمليات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزةوالذي لم يفكر الا بالخروج من غزة فخرج الى افضل العادلين، فهذه الرحلة تخرج من غزة الى انفاقها حتى الاسكندرية برا وصولا الى جزيرة لامبدوزا او سواحل مدينة نابولي الايطالية، كما حدث معي او كما كان مخطط ان يحدث، نواجه خطر الموت المحقق في ذلك، ولكننا نخاطر لأني لن استطيع ان اعيش 20 عام جديدة في غزة بمثل ما عشته من اوضاع مزرية كشاب لم يحمل في جيبه الا 20 شيكل "5 دولارات"، نحن نتحدث عن نصف مليون شاب لا يعرف ماذا يفعل في غزة جزء يسير للغاية منهم يعمل لأنه في حزب او فصيل ما، او قد يعرف فلان في مؤسسة دولية او حكومية او خاصة فيوظفه اما نحن يقول بلهجة متحسرة "النا الله". حسب قوله
عمر والذي خرج من منطقة النصيرات وسط القطاع اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة قال لمراسلنا " لقد دفعت 3000 دولار امريكي ومكثت عامين وانا اجمع في المال مستدين وعاملا في مطعم محلي، وكان معي 9 اشخاص من بيت حانون ورفح والبريج وجباليا وخزاعة"، وهذه المناطق السكنية بغزة كانت تتعرض لقصف اسرائيلي مركز اثناء القتال الذي استمر 51 يوم منذ اوائل تموز حتى نهاية اغسطس لهذا العام، يكمل هناك اشخاص وشباب بعرفهم راحوا عن طريق ليبيا وهي الطريق الاكثر سهولة ويسر وسرعة لأنك لم تمكث سوى عدة ساعات او يوم واحد على ابعد تقدير وتونس  بصورة اقل.
الشيخ والداعية الاسلامي طاهر لولو وصف هجرة الشباب بانها "هروب من الواقع، ونفور من ارض الرباط"
واضاف لولو والذي يريد مؤسسة خيرية للأيتام " اعتقد انه هؤلاء المهاجرين من غزة الى اوروبا لن يفلحوا، في تكوين انفسهم مع ان الوضع في غزة قهر وضنك وحصار وقتل، ولكن من الافضل ان يبقى الانسان المسلم ثابت في مكان ووطنه وارضه".

واستشهد لولو المقرب من  حركة الجهاد الاسلامي  والذي يعمل طبيب للأطفال بالحديث الشريف "لقد تكفل الله لي بارض الشام واهله"، وايضا "ليس بمؤمن مكتمل الايمان من لا يعتبر البلاء نعمة والنعمة بلاء ".
وعن سبب هذه الهجرات قال لولو والذي زار عدة دول افريقية واسيوية في رحلات دعوية للإسلام " سبب هجرة الشباب هي ان هناك صدام بين نفسيات داخلية، وتضاد بين الاحزاب والجماعات وخاصة الجماعات الاسلامية وهذا مزعج ومرهق للناس".
بدوره قال الطبيب والداعي الاسلامي بغزة و المقرب من حماس حازم السراج والذي كان أقل تغليظ لهجرة الشباب من غزة " لا يمنع ان الانسان يخرج اذا كان يخاف على نفسه واهله من يثبت له اجر، ومن يخرج له اجر ايضا". وقق حديثه
واضاف السراج الذي اكمل دراسته الطبية في مدريد الاسبانية "الحياة قاسية وصعبة في غزة ماذا يفعل الشباب في ظل الحصار وعدم العمل،".
وحول حرمة الهجرة قال السراج " هذه الهجرة ليست حرام، هذا شعب (يقصد قطاع غزة) منفتح يريد العيش، و دائما بعد كل حرب يكون هناك هجرة".
هذا وذكرت تقرير اعلامية غربية ان عدد الفلسطينيين ازداد بنسبة 15 % في الهجرة من قطاع غزة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على والتي قضى فيها نحو 2200 فلسطيني ومن المتوقع ان تترفع الى21% خلال الاعوام القريبة

تقرير / يوسف حماد