الخميس، 29 ديسمبر 2011

جدل في جامعة الأقصى حول الالتزام باللباس"المحتشم"

 غزة _ يوسف حماد


آثار قرار مجلس جامعة الاقصى في غزة بالالتزام باللباس "المحتشم" جدل في أوساط الطلبة الذين اعتبره بعضهم تقييد للحريات الشخصية وانتهاك للقانون الأساسي الفلسطيني, في حين وصفه آخرين بالقرار الحكيم الذي يحافظ على السلوك الصحيح  للجو الدراسي والتعليمي.

 وتطور الأمر حول القرار الصادر عن مجلس الجامعة في الخامس عشر من ديسمبر (الجاري ) بعد تقديم إحدى الطالبات شكوى إلى إدارة الجامعة  حول تعرضها لاعتداء جسدي لعد التزامها باللباس "المحتشم" وهو ما نفته إدارة الجامعة، مؤكدة بان القرار يقوم على التعامل بكل "روح الاحترام والود والمعاملة الحسنة".

 الحفاظ على العادات والتقاليد..
 ويقول مساعد نائب رئيس جامعة الاقصى للشؤون الإدارية والمالية الدكتور خالد الحرثاني إن "إدارة الجامعة من منطلق الحفاظ على العادات والتقاليد والقيم الإسلامية داخل الجامعة، والحرص على سمعة الجامعة في المجتمع الفلسطيني،  وبناءً على تزايد حالات عدم الاحتشام ارتأت أن تصدر قرار الالتزام باللباس المحتشم في تاريخ 15/12لهذا العام "، مشيرا إلى أن قرار كان قد اتخذ منذ شهور ولكن تم تفعليه في هذا الوقت.

 ويؤكد الحرثاني في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء "يوسف حماد" على أن "إدارة الجامعة تريد من وراء القرار المصلحة العامة والسمعة الطيبة للجامعة وللمجتمع وللطلاب أيضا"، موضحا بأن القرار يقوم على التعامل من قبل أمن الجامعة بكل روح الاحترام والود والمعاملة الحسنة مع الطلبة "الذكور والإناث"، والتعامل على هذا الأساس لتطبيق القانون.

 ويشدد مساعد نائب رئيس جامعة الاقصى الحرثاني على أن أمن الجامعة يدرك تماماً هذه المهمة المنوطة به. وأن الالتزام بالزي "المحتشم" ليس فرض للزي الشرعي، وإنما ابسط أنواع الالتزام أي فقط أن تكون الطالبة حافظة للجو الدراسي التعليمي وعلى نفسها فقط، وهذا ليس نظام أو قرار "طالباني" أو متشدد أو مثل هذه الافتراءات" على حد تعبيره.

 وينفي الحرثاني أن يكون هذا القرار مقدمة لسلسلة قرارات تحد من حرية الطلبة في الجامعة وقال إن "هذا القرار استثنائي ولم ولن يتبعه أي قرار أخر مشابه، وإنما جاء من أجل الحفاظ على السلوك المحافظ في الجامعة".

 مثال للتصرف القويم..
 من جانبه نفى أيضاً نائب مسؤول الأمن في جامعة الأقصى لمراسل قدس نت أي تعرض لأي من الطالبات في الجامعة, معتبرا بأن ما أشيع من معلومات كان "محض افتراء وتضليل للإعلام", لأن ما وقع مع إحدى الطالبات "غير المحتشمة" هو التعامل معها بجميع صنوف الاحترام والإحسان والأدب.

 ويضيف  بأن "تصرف أمن الجامعة من النساء كان مثال للتصرف القويم والتدخل الحسن", معربا عن استغرابه من بعض وسائل الإعلام التي تعاملت مع الخبر كأنه اعتداء من قبل أمن الجامعة على طالبة من كلية الإعلام.

 وتقول إحدى العاملات بالأمن النسائي في الجامعة:" إنها وزميلتها يقومن بالتعامل المحترم مع كل الطالبات دون تميز، وأحيانا يتجاوزن التعرض لهن بالشيء السلبي من قبل الطالبات".

 هناك شهود كثر..
 ولكن الطالبة من كلية الإعلام بجامعة الأقصى التي فضلت الاحتفاظ  باسمها قالت لمراسل قدس نت إنها "تعرضت بعد مشادة كلامية مع إحدى العاملات في أمن الجامعة لاعتداء جسدي بضربها "في منطقة البطن", لعد إلتزامنها باللباس "المحتشم" حسب قولها

 وتقول الطالبة "هناك شهود كثر على هذه الحادثة التي وقعت أثناء توجهي لامتحان بالجامعة, ودون مراعاة لهذا الأمر "، مؤكدة بالقول" إنها تلبس اللباس الذي تراه وأهلها مناسبا، وهي تعرف الاحترام والاحتشام والسترة، وهذا أمر شخصي ومحض إرادتي، وأسرتي تعرف وتقدر قيمة الحفاظ على العادات والتقاليد والمحافظة على النظام والسلوك القويم".

 وتعتبر الطالبة التي فضلت الاحتفاظ  باسمها بأنه إذا كان قد قرار بهذا الشأن " فأجدر بأن يتم نشره في لوحات الجامعة العامة فهي كثيرة وأحياناً تكون فارغة وليس من المنطق أن يتم نشره في دواليب مغلقة في غرف الأمن فقط" كما قالت


 تباين آراء..
 وعن التزامها بالقرار الجامعي قالت إن "القرار لا يعنيها لأنه يقيد حريتها التي منحتها الجامعة وجميع الأعراف والتقاليد والقوانين", مشيرة إلى أنها تقدمت بشكوى رسمية في إدارة الجامعة ضد الأمن وألحقتها أيضا بشكوى رسمية في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان. رداً على ما وصفته بالتعرض السافر للحرية الشخصية لدى طلبة الجامعة .

 وتباينت آراء الطلبة في جامعة الاقصى حول الالتزام باللباس"المحتشم" فقالت الطالبة قمر إنه قرار"دقيق وفي مكانه ويحافظ على سلوك الجامعة المعتدل ولا يمس أي فكر أو إنسان", فيما اعتبرته الطالبات هالة، جمانة، ختام، بأنه "قرار يمس الحرية الشخصية,لان الطلاب  أدرى بشؤونهم الداخلية والشخصية ويعلمون بتصرفاتهم".

 ويقول الطالب إن "القرار حكيم ولا يتعدى على حرية أحد فهو في الطريق والسلوك الصحيح لإدارة الجامعة" فيما عارضه الطالب رجب من تخصص الفنون الجملية قائلا إن"هذا القرار يأتي ضمن سلسلة الإجراءات في غير مكانها الصحيح والتي تحول الجامعة إلى مرتع للشك والريبة".

 ويؤكد الطالب في تخصص الفنون الجملية على أن جامعة الاقصى بحكم أنها مؤسسة حكومية "يجب التنبه جيداً لمثل هذه القرارات التي لا تخدم الطالب وتثير أجواء من التشنج والشعور بالغبطة بين الأمن والطلاب" مضيفا بأن "القرار ليس في الطريق ويتنافي مع مبادئ الحرية التي أكدها القانون الفلسطيني والمذكرات الأساسية لحقوق الإنسان."

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

الاول على كلية التمريض في قطاع غزة ... يجمع وبيع الفحم

 غزة _ يوسف حماد

بين ثنايا الأيام ودهاليز الليالي يقوم الطلاب والدارسين والباحثين بالمثابرة والعمل بلا كلل ولا ملل، للحصول على أعلى العلامات وأكثر الدرجات، للوصول لطريق العمل الناجح لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم المشروعة على هذه البسيطة.

الممرض المتفوق جليس المنزل وعامل الفحم حديثاً "عبد الله خليل عبد الوهاب" ابن 23 ربيعاً ونيف، من منطقة الشيخ زايد في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة لم تشفع له سني العمر ولا مشقة الطريق للوصول إلى مبتغاة, يقول عبد الوهاب  "حصلت على معدل 97% في الثانوية العامة "عملي" بعد جهود حثيثة ودروب مضنية من الدراسة, ثم واصلت طريق النجاح بحمد ومنه وتوفيق من الله عز وجل في الدراسة الجامعة بعد تبدد أمالي بدراسة الطب في الجامعة الإسلامية بغزة, حيث فصلني عن ذلك الحلم بضع أجزاء من الدرجة".

وأضاف عبد الوهاب لمراسل وكالة قدس نت للأنباء " يوسف حماد", " لم ينتهي العالم عند ذلك الحد بعد عدم تمكني من دراسة الطب ", ويتابع " درست التمريض كهواية والأكثر طلباً للعمل في السوق الغزي بكلية فلسطين للتمريض شمال غرب مدينة غزة ", ولفت عبد الوهاب إلى أنه من النازحين ولا يحمل هوية (بطاقة تعريف) مما ساء طريق التسجيل في الجامعة بالكاد وبشق النفس نجح في التسجيل، وتمت دراسة البكالوريوس في أربع سنوات بمعدل تراكمي 93.4% منهياً أهم مقتطفات ولحظات حياته الدراسية بكل جهد وقوة وعزيمة لا تهبط ولا تنثني.

الأول على كلية التمريض..
ويقول عبد الوهاب " حصلت على المعدل الأول في قطاع غزة في كلية التمريض بفرعي الكلية جنوب وشمال القطاع, ووضع أسمي على لوحة شرف في مقر الكلية الرئيسي بمدينة خانيونس ".

عبد الوهاب يواصل الحديث بالقول " كنت أعتقد أن الانتهاء من الدراسة الجامعية سوف يجعلنا مقبل على فرص عمل جديدة ونقاط جملية في حياتي المهنية, ولكن الأمر كان كالفاجعة والصاعقة عندما مر علي الشهر الأول والثاني والسابع وما زالت طريح المنزل قعيد العمل".


وعبر عبد الوهاب عن حسرته ودهْشَتِه، قائلاً " فلان الذي كان لا يفعل شيء في الكلية سوى الحضور لتوقيع اسمه كحاضر ثم يولي مدبراً هنا وهناك يعمل حالياً, وفي مركز مرموق في وزارة الصحة، وحدث ولا حجر عن فلان وفلان وفلان" ... الخ.

وظائف في الصحة..
وما يزيد الدهشة والامتعاض القاتل لأسف الشديد " نرى الحكومتين في الضفة وغزة يتفاخرون بالحديث أنهم وظفوا الآلاف في السلك الطبي وأن الحكومات خصصت الميزانيات الكبيرة للصحة للعام كذا وتاريخ كذا, وعلى الأرض لا شيء لأمثالنا الذين لا ظهر لهم". حسب قوله.

ويقول عبد الوهاب متحصراً " إذا كان هذا حال الحكومات التي أضحت تبحث عن افردها وعناصرها ومحبيها ومعجبيها للعمل فيها سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة فلا داعي لتواجدنا في بلدنا ".

ويكمل " هذا أمر غير مسبوق ومقيت للغاية ولا يخطر على بال بشر أن أقضى زهور عمري ونفحات شبابي وتمحص عيناي في الدراسة مع شمس النهار ومصابيح الليل".

العمل في الفحم بدل من التمريض
ويسرد عبد الوهاب حديثه قائلاً " في نهاية المطاف أعمل حالياً في جمع وتوزيع الفحم من منطقة الأنفاق برفح إلى مختلف مناطق قطاع غزة وأنا الفظ أنفاسي وبالكاد أخرج بمصروفي جيبي " والله أنه أمر مُعاب ومخزي ومن العجب العُجاب ".


ويؤكد عبد الوهاب أن الحكومة في غزة والضفة يتحدثوا عن محاولة صد الشباب عن الهجرة إلى خارج الوطن وهم من يساعدوا على ذلك من خلال ما وصفه بوضع " الرجل غير مناسب في المكان المناسب ".

ويضيف " ما نراه حالياً مغاير تماماً, بل أنهم يساعدون على الهجرة ويدعمونها بقوة بصورة كبيرة من خلال ما يفعلونه بالخريجين الذين يتكدسون في منازلهم, وتضيق بهم مراكز البطالة في الوطن".على حد تعبيره.

حصد المراتب الأولى
ويتابع عبد الوهاب " حصدت العديد من المراتب الأولى في دراستي حتى أنهيت الدراسة الجامعية وأنا على هذا المنوال بحمد الله وتقديره, حيث حصلت على المرتبة الأولى في التدريب العملي (امتحان مزاولة المهنة) على مستوى قطاع غزة في مستشفى كمال عدوان بشهادة وزارة الصحة وعلى موقعها الإلكتروني".


عبد الوهاب يدخل شهره التاسع وهو يرتع بين الشرق والغرب في غزة للبحث عن عمل وشهادته الجامعة ذات المستوى العالي والمعدل الأعلى تراوح مكانها في منزله بين أربعة جدران شأنها شأن الأوراق البالية والكتب القديمة.

ويختم عبد الوهاب حديثه " لا أحد يبحث عني ولا شخص يتكلم معي من المسؤولين, لأني ليست من اللون الحزبي الفلاني ولا من الطيف الفصائلي الثاني ".