الاثنين، 24 نوفمبر 2014

سذاجة التفهم

نتفهم تماماً أن يعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العملية التي نفذها شابان فلسطينيان بكنيس يهود بالقدس "وحشية لا معنى لها" لأن كل الأعمال الوحشية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في العالم "لها معنى".
وأن يدين الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الهجوم وأن يصفه بـ "الاعتداء البغيض"، فتاريخ فرنسا الحديث (والقديم) لا يحوي غير اعتداءات "حميدة" بما فيها قتل أكثر من مليون شخص في حربها على الجزائريين خلال معركتهم لنيل استقلالهم.
ولم يعد غربيا ان نسمع ان تركيا التي اعتبرت عملية القدس الاخيرة "اعتداءات اثمة ضد المصليين اليهود"، فالاعتداء على مئات الاف الارمن المسلمين وابادتهم من وجه البسيطة يعتبر امرا مشروع وقمة السلم ثم السماح لمغول العصر "داعش" بذبح وقتل عشرات الاف السوريين والاكراد في حلب والحسكة"مباح واشد الحلال اجرا"
ولكن الصدمة ان نرى الرئيس الفلسطيني ينتفض لادانة العمليات الفلسطينية والتي تستهدف حاخامات التطرف الاسرائيلي،  في ذلك الانتقاد، فهذا امر يدعو للحيرة والتعجب والتيه، ثم يترك الادانة الاقل حدة للسيد نبيل ابو ردينة وياسر عبد ربه وبيانات الرئاسة الورقية عندما يتعلق الامر بحرق قتل وشنق شبان واطفال فلسطينيبن في المدينة المقدسة والضفة الغربية.

الجمعة، 7 نوفمبر 2014

تشرين المتفجر

تشرين المتفجر

لن اتحدث عن ذكرى اعصار ايفان ولا ذكرى ذكرى ابراهيم لينكون، ولا وقف العدوان الثلاثي على مصر ولا حتى المسيرة الخضراء من المغرب الى الصحراء الغربية، وربما لن اتحدث عن اطفاء اخر بئر لحقول البترول في الكويت في حرب الخليج ﻻن فتنة اشعاله وصلت حتى قطاع غزة لان تشرين الثاني يكون حافلا بالخلاف والتصادم البشري وغضب الطبيعة، سأتحدث عن غضبي وجام حزيني كما اقراني هنا على حالة حب النفس السياسة وهي من التشرذم الذي استفحل في نفوس الكثير من رادكاليين برجوازيين علمانيين واصحاب الاسلام السياسي في الاراضي الفلسطينية، وخاصة عندما تنفجر الارض في لحظة واحدة مدمرة قلوب الكثيرين التي تطمح لوحدة قسمت بكثير من الدماء التي سالت لاجل السيطرة على سلطة واهمية،وللتعمق اكثر بعيدا عن الاقصى وبعيدا جدا عن نصرتها بكلمات اصبحت تخجل من نفسها لاستخدامها بحنكة النفاق وتهديد ووعيد الورق، فعندما تضرب عبوات نحاسية احجار وصفائح حديدية لسيارات لقادة فتح في غزة، اصابت النفوس قبل الجماد بالصدمة والحسرة على الحال، وسر الضربة ليس بعيدا عن اصحاب القرار هنا حيث لم نلحظ اي حاجزا امنيا على طريق الجلاء الصفطاوي الفالوجا، كما جرت العادة الامنية، لدى وكلاء غزة، لم نلحظ التجارب الصاروخية المعتادة في ليلة اليوم البارد والغيوم الكثيرة حيث كانت السماء تعج بالاهتزازات الارتدادية بعدها، لم نلحظ غير التحرك اللافت للدراجات النارية منذ ساعات الفجر الاولى حتى صﻻة الجمعة، لم نلحظ التغطية لخطب الجمعة كالمعتاد وعدنا للطنين على ابعاد التفجيرات والصاق الورق وتكوير الحديث، ربما يتطوق داعش لنسف كل شيء فلسطيني في غزة خاصة وان كتيبة ابو النور المقدسي في الرقة الحسكة والرمادي تقلم سيوفها لرد الانتقام من وكلاء غزة، وان حتى كانت داعش صاحبة الفعل فان لها بوابات شهيرة على ايقونة التواصل الاجتماعي توتير، فلو اردت الضرب لقتلت العشرات في ضربها.
وعندنا تكون بيانات الادانة وراقية جاهزة تلقى في المساجد، وليست الاكترونية كما جرت عادة الادانة، فان الانسان العبيط يفكر حتى في ذلك ان اراد التفكير طبعا.
فنرى ان سذاجة الضارب غيبت بقصد سياسي حتى تصل الرسالة ليس للخصوم فقط، بل حتى للامم المتحدة بل واكثر من ذلك الى مفوضية الاتحاد الاورويبة للخارجية والامن فيديريكا موغيرين التي كانت في طريقها...
وللحديث بقية

يوسف حماد، الاراضي الفلسطينية

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

فيديو .. رحلة صيد بغزة قد لا يعود صاحبها!





غزة : يوسف حماد

يبدو ان الشمس الفلسطينية في قطاع غزة، تشرق عكس الطبيعة الفلكية على هذه البسيطة، حيث تطل شمس الرزق ونورها وما تدلف بها من حياة وأمل ونشاط بقوة وخير المحمول الكثير من القلق، لدى الصياد الفلسطيني من مغارب الأرض لا مشارقها.
حيث تشرق شمس العمل في قلبه من مغرب البحر حين يمتطي الصياد الفلسطيني مركب صيد مقبول الحال، والذي طويت كل حياته على أمواج عاتية لا تصدوها ميناء بحري بل لسان بحري يتيم، و يتمدد في مساحة صيدا ضيقة ضلت على مدى عقدة من الزمان تراوح مكانها على شريط بحري لا يتعدى الـ6 أميال الى 9 في أقصى حد، تسمح بها اسرائيل على عكس ما اتفق في معاهدة أوسلو للسلام وهي 20 ميل بحريا عام 1993.
فقصة الصياد ابو راني 41 عاما والذي يخرج كل ضحى ومساء من مرفأ غزة البحري المتواضع والذي يعتبر مقلم الحدود مقارنة بأقرب ميناء بحري وهو ميناء مدينة عسقلان الاسرائيلي على تخوم القطاع المحاصر من قبل اسرائيل منذ 8 سنوات منعت فيها المياه النظيفة وما تحمله من خيرات بحرية من الوصول الى سواحل غزة الذي شبع بالمياه العادلة والصرف الصحي التي يتلقها صباح مساء من غزة".
يبحث "أبو راني"  مصطفى عياد ونجله البكر راني "16 ربيعا "  عن نصيب في الرزق منذ ساعة شروقهم في رزقا قد لا يعودوا منه أحياء، او يعود قاربهم بدون رواده، وهم ساعين لحياة بسيطة بكل أمل يحبوا في مجاديف تقودها أيدي أنهكت من مطاردة الزوارق الاسرائيلية لها في عرض بحر مسلوب.
مصطفى وراني، وأصدقائهم محمود ورائد، أقصى ما يفكرون بها هو العودة باللحم الأبيض ( السمك) لبيعه حتى يسد حناجر عصافيرهم، التي أعياها حصارا اسرائيلي كان وما زال لا يحمل أي شأن إنسانية ضجت بها اسرائيل مسامع المجتمع الغربي، وهي التي تسمي نفسها واحة الحضارة الغربية في الشرق الأوسط، فالحقيقة ان زوارق الدولة الحضارية، تقتل وتحرق مراكب متهالكة لفلسطينيين،بشكل دوري.
يقول ابو رامي لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء" بعد ان عاد بنحو الـ15 صناديق من السمك الصغير، والمتوسط في رحلة صيد قاربت الـ 17 ساعة حيث يخرجوا في مجموعات مع غروب الشمس، وهو يوم عملهم الى عرض البحر، او الى ما هو مسموح به".
يضيف ابو راني وبجواره عدد من الصيادين يقومون بعملية صيانة لمراكب أخرى تعرضها لإطلاق نار اسرائيلي من قبل الزوارق الحربية التي لا تغادر عرض البحر ولا ساحله " إحنا نخرج كل يوم نمكث في البحر نحو الـ20 ساعة، يعني نهار كاملة، ويا عالم نرجع الى عسقلان معتقلان ( في إشارة الى اعتقالهم من قبل البحرية الاسرائيلية) أو نرجع بلا قارب بعد قصفه من قبل الاحتلال، نحن نخاطر كل يوم بسبب رزقنا الذي من المفترض ان يكون أولى القضايا التي يجب حلها من قبل المسئولين".
ويكمل ابو راني وأطفال يلهون قرب المركب الصغير، وهو مولاهم في طلب الرزق اليومي لمهنة قد تكون من السهل الممتنع ولكنها في غزة اخطر المهن التي يحاول البعض تجنبها، ويفضل ان يعيش في الظلام على الركوب فيها قواربها.
أما الصياد الفلسطيني الشاب محمود الاغا يقول لمراسلنا " نحن نذهب كل يوم في رحلة ومغامرة وخاطرة، من الاحتلال وحتى من العودة فارغي الصيد".
وعن سبب ذلك يقول محمود هو شاب خريجي جامعي من تخصص الإدارة والاقتصاد " للآسف نحن لا نعرف الحدود الحقيقة للصيد في عرض البحر، موضحا نحن نعتقد انها مسافة معينة والاحتلال يعتقد انه مساحة ما، فنقع نحن الحلقة الأضعف في هذا اللبس الذي من الصعب ان تكون أنت فيه صاحب الكلمة الأقوى لأنك بكل بساطة الأضعف، بل والذي يرضى بالقليل لأجل عيش أطفاله في غزة، حتى البطالة لا تحصل عليها في أحسن الظروف".
ويزيد محمود وبدئ مستاء للغاية في حديثه " انظر هذا طفلي يلهو هنا، ويعلب دون معرفة حقيقة الشقاء والتعب الذي نقضيه في نهار كامل، في جلب الغاز والسفر الى الأميال البسيطة المسموح بها، ثم العودة بكمية قد لا تكون كافية او مجزية بسبب اقتراب الزوارق الحربية الاسرائيلية من القوارب، لذلك نخرج مستاءين كما ترى جفاف عيوننا  القليل من النوم دون فائدة في بعض الأحيان".
بدوره قال نقيب الصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة نزار عياش " ان الاحتلال الاسرائيلي ينصب نفسه كمسئول عن مسافة الصيد التي جرى الاتفاق عليها ويخرقها وقت ما يشاء وفق ذرائع وهمية".
ويضيف عياش لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء" ان الاحتلال الاسرائيلي يمارس دور القراصنة في البحر، ويمنع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والسماح لعبور الصاديين الى المسافات المحدودة، والتي هي أصلا قليلة مقارن باتفاقات سابقة مع السلطة الفلسطينية.
ويصدر الجيش الاسرائيلي عادتا بيانات مقتضبة حول مسافات الصيد ويقول انه يقوم بأعمال احترازية وأمنية  في عرض البحر، لمنع رصد مصادر ومنابع الغاز الطبيعي، م قبل الفلسطينيين عبر قوارب الصيد.


https://www.youtube.com/watch?v=9wA0HiSmlsM
 

الجمعة، 3 أكتوبر 2014

كل عام ولا يوجد خير

كل عام وانتم بخير، فهذا الخير يمنع فيه الطموح والامل، والجموح بالفكر ومناطحة رؤوس اموال الفكر السائد الوحيد وشعاعه الالهي كما يقولون، كل عام والخير في هذه الكلمة لا يغادره قسرا واعتاد على تكرار نفسها  أمام افواه ملت الكلام وجفت بالتلاسن المعسول نفاقا، كل عام وانتم تعتاشوا بلا حياة وبلا موت وبلا امل وبلا خير الا في نطقه، كل عام وانتم بخير لان الضرورات تبيح المحذورات، كل عام وانتم تستمعون الى التجارب الصاروخية التي عادت من جديد، مع اختفاء الاستطلاع، كل عام ولا خير الا في يوم الله العظيم والرجاء منه، كل عام والبشر يزدادوا قسوة وكرها واضغانا باحقاد، كل عام وغلبة الدين بفتح الدال سائدة وقهر الرجال ما اكثرة.
كل عام وملئ الاشداق ترتوى قهرا قسري ينتظرون موت كريم او قبيحا بلا جدوى، كل عام ونحن، نذهبا بكل محبة لحيتان الروم، واسالك الاحتلال، ونبيع ما تبقى من مجوهرات لرؤية العيد الجميل في اوساط الكافرين.
كل عام ونحن نحلم مع اتجاه الريح، ونستعد فتأتي نكبات لا تختلف عن ارقام القرن الماضي.
كل عام والمعبر يزداد ظلما، يزداد مالا، يزداد ارجاعا.
كل عام وحرب الشتاء تقترب على بيوتا وبيوت، كل عام والكثيرون يقرأو ويمروا بحزن، ويعودوا لحياتهم بصورة عجيبة، كل عام ونحن لسنا ابناء الكبار مع اننا من يعبدهم ويكبرهم ويوصلهم الى القمة الساذجة، كل عام ونحن نرتوي صبرا ثقيلا لا يسمع ولا يرى ولا يبصر اي انوار، وفقط نحلم به ونحن في وضح الشمس حتى، كل عام ونحن لسنا ابناء حماس او السلطة ولا من رعاع مثناهم حتى ندرس في مانهاتن وفلوريدا وفرجينيا وام درمان وسوسة وطنجة وكوالالمبور، وجاكرتا وكاراكاس، مانشستر وغلاسكو، ودبلن واثنيا، ثم وارسو وصوفيا وموسكو، كل عام ونحن نكره انفسنا ورؤساءنا وحماسنا وغزتنا، وحسابنا واهلنا وننفث جهنم مقتنا في احبابنا.
الا الذين احبهم محمود درويش.
كل عام وانتم بخير حقيقي غائبا ولكنه يبقى حاضرا


ك

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

تزايد الهجرة السرية والعلنية من قطاع غزة الى اوروبا

تزايد الهجرة السرية والعلنية من قطاع غزة الى اوروبا

لا عجب ان دولة تشيلي التي تقع في اقصى اقصى المعمورة تعتبر الاكثر وفرة بالمهاجرين الفلسطينيين والذين اصبحوا مجانسين، حيث هاجروا طوعا وقسرا منذ سنين قريبة وبعيدة الى امريكا الجنوبية، وبعيدا عن تشيلي وغزة ايضا تقع السويد في ابرد صقاع الارض بالتجمع الاسكندنافي والتي تعتبر كعبة المهاجرين خاصة من المناطق العربية التي تعج بالنزاعات والاضطرابات الامنية وهي في تزايد، فلم يكن ينقص الفلسطيني من قطاع غزة الا ان تضرب اسرائيل هذا القطاع المحاصر بالقنابل والصواريخ حتى يقبل مبدئيا في بلاد الاحلام الاوروبية وفق الشاب "عمر".
وليس من الغرابة او الصدفة في شيء ان المهاجرين الفلسطينيين في بلاد الثلج او ارض الجميلات،(السويد) هم اكثر جالية عربية، بل زد عليها ان اقرب الاحصائيات شبه الرسمية تقول ان 70 الف من الفلسطينيين في اوروبا هم مواطنون سويديون او ينتظروا ذلك.
في المقابل في نقطة ما على هذه الارض لا تعرف الا الصمود وكلمات الصبر المؤثر قطاع غزة، لم ينتهي من تجفيف دموع ودماء اهله واطفاله، حيث يستل عمر " 27 عاما" حقيبته لا ليفجر نفسه داخل حافلة في إسرائيل، ولا ليكون ضمن فريق السلام الدائم مع اسرائيل بالتراضي، انما فضل الذهاب تحت ظفر الارض يحمل بضع مئات من الدولارات يسير في نفق يربط قطاع غزة بمصر الذي لا يوجد فيها كهرباء كما كافة مناطق القطاع، حيث ينتظره شخص تلقى انفا بعض الرشى سيقوم بنقله رفقة العشرات من الشباب الفلسطيني بعد ان تم تجميع عدد معين الى شقة سكنية في احدى المناطق في مدينة الاسكندرية الساحلية في مصر على حوض البحر الابيض المتوسط وهو ذاته البحر الذي يضرب أرض قطاع غزة كل لحظة دون ميناء بحري تصده فلا تجد امواج البحر الابيض الذي امسى اسودا الا زجاجات تحمل اوراق الاحلام والامل الطامحة من فتيات وشباب قطاع غزة، الى المياه الصافية في احضان العالم الاول.
عمر 27 عاما " لم يذكر اسمه الثاني، سرد كلمات عميقة وتفاصيل مثيرة ل قدس نت" عبر برنامج السكاي بي للمحادثات المدعوم بخاصية الرؤية المباشرة وهو يذرف الدموع بحرارة فرحا لا حزن انه وصل الى مدينة مالمو السويدية الساحلية منذ ايام، بعد رحلة بحرية مكث في عرض البحر 12 يوما الى ان وصل الى ايطاليا".
يضيف عمر والذي كان يتحدث وبجواره عدد من الاشخاص يبدوا على لكنتهم انهم من سوريا نزحوا ايضا من القتال " هذه الرحلة الساحلية التي خرجت منها ويحاول ان يلحقني كلا من يوسف ومحمود وسعيد وأحمد، كما الكثير من الفلسطينيين بينهم شادي والذي قضى في العمليات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزةوالذي لم يفكر الا بالخروج من غزة فخرج الى افضل العادلين، فهذه الرحلة تخرج من غزة الى انفاقها حتى الاسكندرية برا وصولا الى جزيرة لامبدوزا او سواحل مدينة نابولي الايطالية، كما حدث معي او كما كان مخطط ان يحدث، نواجه خطر الموت المحقق في ذلك، ولكننا نخاطر لأني لن استطيع ان اعيش 20 عام جديدة في غزة بمثل ما عشته من اوضاع مزرية كشاب لم يحمل في جيبه الا 20 شيكل "5 دولارات"، نحن نتحدث عن نصف مليون شاب لا يعرف ماذا يفعل في غزة جزء يسير للغاية منهم يعمل لأنه في حزب او فصيل ما، او قد يعرف فلان في مؤسسة دولية او حكومية او خاصة فيوظفه اما نحن يقول بلهجة متحسرة "النا الله". حسب قوله
عمر والذي خرج من منطقة النصيرات وسط القطاع اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة قال لمراسلنا " لقد دفعت 3000 دولار امريكي ومكثت عامين وانا اجمع في المال مستدين وعاملا في مطعم محلي، وكان معي 9 اشخاص من بيت حانون ورفح والبريج وجباليا وخزاعة"، وهذه المناطق السكنية بغزة كانت تتعرض لقصف اسرائيلي مركز اثناء القتال الذي استمر 51 يوم منذ اوائل تموز حتى نهاية اغسطس لهذا العام، يكمل هناك اشخاص وشباب بعرفهم راحوا عن طريق ليبيا وهي الطريق الاكثر سهولة ويسر وسرعة لأنك لم تمكث سوى عدة ساعات او يوم واحد على ابعد تقدير وتونس  بصورة اقل.
الشيخ والداعية الاسلامي طاهر لولو وصف هجرة الشباب بانها "هروب من الواقع، ونفور من ارض الرباط"
واضاف لولو والذي يريد مؤسسة خيرية للأيتام " اعتقد انه هؤلاء المهاجرين من غزة الى اوروبا لن يفلحوا، في تكوين انفسهم مع ان الوضع في غزة قهر وضنك وحصار وقتل، ولكن من الافضل ان يبقى الانسان المسلم ثابت في مكان ووطنه وارضه".

واستشهد لولو المقرب من  حركة الجهاد الاسلامي  والذي يعمل طبيب للأطفال بالحديث الشريف "لقد تكفل الله لي بارض الشام واهله"، وايضا "ليس بمؤمن مكتمل الايمان من لا يعتبر البلاء نعمة والنعمة بلاء ".
وعن سبب هذه الهجرات قال لولو والذي زار عدة دول افريقية واسيوية في رحلات دعوية للإسلام " سبب هجرة الشباب هي ان هناك صدام بين نفسيات داخلية، وتضاد بين الاحزاب والجماعات وخاصة الجماعات الاسلامية وهذا مزعج ومرهق للناس".
بدوره قال الطبيب والداعي الاسلامي بغزة و المقرب من حماس حازم السراج والذي كان أقل تغليظ لهجرة الشباب من غزة " لا يمنع ان الانسان يخرج اذا كان يخاف على نفسه واهله من يثبت له اجر، ومن يخرج له اجر ايضا". وقق حديثه
واضاف السراج الذي اكمل دراسته الطبية في مدريد الاسبانية "الحياة قاسية وصعبة في غزة ماذا يفعل الشباب في ظل الحصار وعدم العمل،".
وحول حرمة الهجرة قال السراج " هذه الهجرة ليست حرام، هذا شعب (يقصد قطاع غزة) منفتح يريد العيش، و دائما بعد كل حرب يكون هناك هجرة".
هذا وذكرت تقرير اعلامية غربية ان عدد الفلسطينيين ازداد بنسبة 15 % في الهجرة من قطاع غزة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية على والتي قضى فيها نحو 2200 فلسطيني ومن المتوقع ان تترفع الى21% خلال الاعوام القريبة

تقرير / يوسف حماد

الجمعة، 29 أغسطس 2014

الحب الاخير..

الحب الاخير..

انقشعت غمامة العدوان الاسرائيلي عن غزة وأيامه الثقيلة حيث تجلت بشاعة التركة التي لم تكن الا دماء وخراب وآسا مهين وموت كثير، حيث اجتهد الجيش الاسرائيلي ان يكون عدوانه قاسيا قدر الامكان على المدنيين والاطفال في كل مكان يتواجد فيه الانسان الفلسطيني.

داخل مقبرة بيت لاهيا شمال قطاع غزة حيث يوارى الموتى الثرى يفترض بك ان تسمع النواح والصياح وكثير من البكاء والعويل ولكن من المدهش ان تسمع الى  كلمات شعرية وعاطفية مؤثرة" احبك جدا، وليتني استطيع ان اكشف عن محبتي لك وانت الوحيد الذي تعلمها ولا تعلمها، سوف نفعل ونذهب ونفرح ونحزن ونبيت ونركض امام الجميع، ولن اقوم بذلك وحدي.

لن اتركك وحدك هنا، سأبقى هنا او اتي عندك، فقد اصبحت جزئي مني يا حبيبي، لقد جهزت الشقة وقمت بغسلها مجددا استعداد لزفافنا".

لن يواريك الشك ان الحديث بين ذكر والمتحدثة انثى، وهي كذلك بالفعل، ولكن الكلمات بين فتاة على قيد الحياة وخطيبها في عثرات القبر يخطب اكفانه البيضاء داخل حفرة لا تتسع الا لشخص واحد، الشابة الحسناء "عبير"، التي ذرفت فيض من دموعها وهي تلقي كلمات المحبة لخطيبها محمد الذي امسى في جوف الارض، تمسك حفنه من تراب ترمها على قبره تحت صيحات بالتوقف والصبر من ذويها، تحت مراقبة طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بمقبرة بيت لاهيا شمال غرب غزة، التي كانت سببا في ثكل عبير ومن مثلها كثير من الشابات الفلسطينيات، هذه الطائرات لا تأتلي جهدا كبيرا في قتل المزيد من الفلسطينيين الصامدين والذين لا يملكون غير الصمود.

عبير 23 عاما، اكتفت باسمها الاول نظرا لحساسة العادات والتقاليد المحلية الفلسطينية في قطاع عزة في ذكر اسم العائلة لوسائل الاعلام عندما يتعلق الامر بالأنثى تقول " في المقبرة انفه الذكر بعد ان رحل المشيعين وبقيت مع بعض افرد عائلتها بكلمات يائسة "لقد فقدت حياتي عندما رحل محمد شهيدا مدرجا بالدماء التي كنت اعيش ازها اوقاتها منتظرين لحظة عمرنا، ليلة زفافنا بعد 12 يوما هذه اللحظات الجميلة، بددتها الطائرات الاسرائيلية، لقد احتفظت بالملابس التي كان يرتديها بعد اصابته بالقصف وسوف ابقى محتفظ بها الى اجل ما، لقد سلبوا مني اغلى ما كنت اطمح لها في الحياة".
عبير تتحدث بكثير من الكلمات المبعثرة بدى وكأنها تهذي بفعل الصدمة التي انتابتها وهي من سكان شمال غزة بمخيم جباليا، كان من المقرر ان تلتحم مع زوجها او فقديها في يوم زفافهم في التاسع من سبتمبر /ايلول المقبل، ولكن تقرر ان تبقى عبير حبيسه دموعها ولا تحمل من اسمها الا عبير الاسى والحزن العميق وهي مخضبة بحمرة اعينها الخضراوان حيث اعياها البكاء الهستيري بعد ان ثكلت بخطيبة محمد والذي قضى متأثرا بجراحه في قصف اسرائيلي استهدفهم شرق جباليا في ليلة الخامس من اغسطس الماضي.

عبير كانت مسجاه على صدر امها، تتحدث بالكباء والبكاء ومحمد حديثها لشدة تعلقها به، حيث تقول والدتها السيدة ام احمد 63 عاما "لقد كانت مخطوبة منذ 3 شهرين لمحمد ابو كُلاب وهو شاب مهذب جدا حتى انه كان يخرج معها دون رفقة، لدرجة وعيه الكبيرة لقد كانوا "روحين في قنية" وهو تشبيه مجازي يدل عل درجة الترابط والانسجام بين الرجل والمرآة.

تضيف والدتها وهي تحاول ان تشربها بعض الماء وتحثها على الحديث مع مراسلنا اثناء مغادرة المقبرة " بنتي اصابها انهيار، واصبحت لا تآكل وترفض الطعام، بل واحيانا نعطيها مغذي وريدي حتى تستطيع الوقوف والحديث، وبدت والدتها تحتبس الدموع قصرا اثناء حديثها بالقول "جمعينا شعر بالمأساة، ولكن هذا قضاء الله وقدره ويجيب ان نؤمن به، هي متيمة بخطيبها محمد بل انها نقشت اسمه على جميع اغراضها(..) من الصعب ان تعود بسهولة للوضع الطبيعي، عندما يموت شخص تعرفه تصاب بحزن بالغ، فما بالك عندما يستشهد شريك حياتك وتفتقده بالتراب، انه امر قاسي وصعب ان يمر بصورة عادية على الفتيات في اشارة ابنتها عبير خريجة تخصص الخدمة الاجتماع من جامعة القدس المفتوحة.

لقد قرر الجيش الاسرائيلي بقتله محمد 25 عاما، ان يفتح ابواب من الحرمان على عبير كما مئات الفلسطينيين الذين يحملون شعور عبير واساها في عدوانه الذي استمر 51 يوما كانت رافعا شعار القتل ثم القتل لأي شيء فلسطيني.

لم تدرك عائلة محمد في جباليا ان هذا القدر سيفضي بهم الى التحلي بالصبر من خلال مشاطرة صوره التذكارية بالألم فقط، كما قرينه حياته عبير التي اصبحت بلا قرين ولن تتوانى في الاحتفاظ ببعض الهدايا من محمد حتى تتأبط حزنا اضافيا ولكنه وافقت على رفع شعار صورة وتذاكر، خيرا من موت وتراب.

وقضى خلال العمليات العسكرية الاسرائيلية 2137 فلسطيني التي حملت اسم "الجرف الصامد"، على قطاع غزة، جلهم أطفال ونساء ومدنيين.

فقدت عبير خطيبها وما زال الحزن شريك حياتها بدل محمد في اعتى مظاهر الظلم والعدوان تجاه الآف المدنيين العزل الضعفاء دون حماية من هذا الظلم، فمحمد الذي اودع الى جوف التراب منتظرا يوم العدل المشهود حينها يخرج اعدل اهل الارض والسماء، بقوله العظيم لا ظلم اليوم.

تقرير / يوسف حماد