الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

في غزة.. مزروعات وفواكه بدون مبيدات


بيت حانون _ يوسف حماد

لم تكون الصدفة أن تكون المزرعة الوحيدة في قطاع غزة، بل هي المرة الأولى التي نرى فيها خضروات وفواكه ومزروعات على مساحة 15 دونمات زراعية بحلتها البهية ومشهدها الطبيعي الجذاب, تأكل دون الحاجة تقريباً الى غسلها ويكفي مسحها من الاتربة فقط, فمذاقها الطبيعي يغنيك عن الكلام ولونها يدل على طهارتها.

جمعية المزروعات الآمنة شمال قطاع غزة قرب بلدة بيت حانون والتي تخصص وقتها لزراعة الخضروات والفواكه بأفكار مختلفة وطرق مبتكرة، تستغني عن استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الضارة والقاتلة بصورة كاملة تماماً في زراعاتها.

وفي أوائل الحديث انتابنا بعض الشكوك حول جدية الأمر, ولكن بعد التمحيص والتدقيق والمشاهدة والتذوق، خالفنا أنفسنا في الظن والاعتقاد, فالمشرف ورئيس مجلس إدارة الجمعية والمعنية بالمزروعات اليومية المستهلكة "عبد المنعم احمد", يقول إن " الإقبال على الطلب والشراء بل وزيارة المزرعة تزايد في الآونة الأخيرة, حيث ازداد عدد المشتريين بل وزاد الأمر إلى حد أن العديد من المواطنين في غزة يأتون للمزرعة ويجلبون أطفالهم معهم ليشاهدوا المناظر الجملية للمزروعات.

أحمد يضيف لمراسل وكالة قدس نت للأنباء " يوسف حماد", " أن المزرعة تم استأجرها من قبل أصاحب الأرض لمدة 5 سنوات, حيث شرعت الجمعية بإصتصلاحها للزراعة من دون اي مبيدات حشرية أو كيميائية".


ويتابع " الأرض مقسمة لزارعة العديد من الخضروات مثل البندورة والخِيار والفجل والزهرة والخس والجرجير, وليس كما جرت العادة أن يتم زراعة الأرض بأكملها بصنف واحد الأمر الذي يجلب الحشرات الضارة للتغذى عليها ".

وأوضح أن القائمين على المشروع رأوا أن زراعة أكثر من صنف في المزرعة يعمل على تشتيت الحشرات بين هذا وذاك مما يدفعها للخروج من جميع المحاصيل دون اتلافها والنيل منها حتى يصل الأمر لحد تصادمها مع حشرات وآفات أخرى".

ويؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية القائمة على المشروع أن المزرعة كانت مساحتها 70 دونماً ولكن بسبب عدد تسديد مصاريف الاستئجار لصاحب الارض تقلص حجمها ليصبح 15 دونما في منطقتين وهن في نفس بلدة بيت حانون وتبعدان عن بعضهما بضع مئات الأمتار.

كما اكد أحمد أن الجمعية تتلقى بعض المعونات الدولية من المؤسسات المانحة مما يساعدها في الاستمرار في مشروعها، ولكن بعد الحرب الاسرائيلية الأخيرة على غزة, اهتمت المؤسسات الدولية بالإغاثة العاجلة للعائلات الفلسطينية كتوفير " المسكن والغذاء ", دون الإلتفات كثيرا للمشاريع الأخرى, مشيراً إلى أن جمعيته تضطر أحياناً للبيع بسعر السوق حتى لا ينفر المشترين منها ".

وأضاف "  هذا لا يتناسب مع سعر استئجار الأرض ولا الأيادي العاملة في المزرعة ", لافتاً إلى أن الهدف من ذلك هو أننا " تجار فكرة وليس تجار أموال وأرباح ".


كما أشار أحمد إلى أن الجمعية تدرس رغماً عنها رفع سعر الخضروات والفواكه قليلاً حتى تستطيع الإستمرار في مسيرة بيئة نظيفة وصحية للمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.

ويؤكد أحمد " أن المشكلة تمكن في أن رفع السعر يزيد كاهل المواطن الفلسطيني الذي يعاني من ضوائق اقتصادية ومعيقات مالية في شتى مجالات الحياة, الأمر الذي يزيد الأمر تعقيداً علينا وعلى المواطن ".

وناشد بكل رجاء  وزارة الزراعة في حكومة غزة بتخصص أراضي زراعية لاستصلحها حتى لو كانت بدفع الأجر ولكن بسعر زهيد ومعقول حتى يتمكن اصحاب الفكرة من البدء في وضع اراضي جديدة تحت طائل البيئة الصحية الخالية من المبيدات ".

وأوضح أن وزارة الزراعة ومهندسوها يقومون بزيارات دورية للمزرعة الوقعة " قرب مفترق بيت حانون شمال قطاع غزة", ويقومون بفحص العينات الزراعية لتأكدوا أنها خالية تماماً من اي مبيدات حشرية أو مواد كيميائية.

ولفت إلى أن المحافظة على البيئة لا يقتصر على النباتات بل أنها وصلت للحياة البرية والحيوانية حيث يوجد أعداد كبيرة من الققط تساعد على القضاء على القوارض والزواحف في المرزعة، وايضاً وجود العديد من الطيور المهاجرة والمحلية التي شاهدنها في الاجواء مما يدلل على المحافظة على الحياة البرية ايضاً وليس فقط على الحياة النباتية.

وخلال لقائنا وزيارتنا للمزرعة, كان هناك العديد من المواطنين يشرعون بشراء الخضروات مما يؤكد وجود حركة شرائية كبيرة على تلك المزروعات.


وختم أحمد الحديث بدعوة جميع المواطنين إلى زيارة المزرعة وهي تابعة "لجمعية المزروعات الآمنة" في بلدة بيت حانون حتى يتأكدوا بأنفسهم من المرزعة خالية من أي مبيدات ضارة بالصحة, والمساعدة في الحفاظ على مزروعاتنا الوطنية بعيداً على الأمراض.

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

بالصور ... ذكرى الاستقلال على الأراضي الغير مستقلة

بيت حانون - وكالة قدس نت للأنباء

أحيا الفلسطينيون، اليوم  الثلاثاء، الذكرى الـ 23 ليوم الاستقلال الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبوعمار) في الجزائر عام 1988،والذي شكل انعطافا في سياسة منظمة التحرير الفلسطينية حيث استند في شرعيته إلى قرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وبالتالي قبول مبدأ حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مبدأ الدولتين.

المبادرة المحلية (نشطاء المقاومة الشعبية في غزة)  أطلقت على مسيرتها الأسبوعية التي تنظمها بمشاركة متضامنين أجانب في ما تعرف بـ(المنطقة العازلة) على الحدود الشمالية لقطاع غزة مسيرة "الحرية والاستقلال" على اعتبار أن هذا اليوم وهو (يوم النضال الشعبي في غزة) رفضا للاحتلال الإسرائيلي وقراره العسكري فرض منطقة "أمنية عازلة" على طول حدود القطاع.

وبمشاركة عشرات المواطنين الفلسطينيين وشخصيات محلية وقروية ونسوة ونشطاء أجانب من حركة التضامن الدولي، انطلقت المسيرة من أمام كلية الزراعة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي الزراعية التي يمنع الاحتلال الوصول إليها لاسيما في محيط معبر (ايرز) بيت حانون ومقابل الأبراج العسكرية وعلى بعد تقريبا200 مترمن الجدار العنصري الفاصل مابين غزة والأراضي المحتلة عام 1948 .

ورفع المشاركون أعلام فلسطين والكوفية الفلسطينية مرددين الأغاني والأهازيج الشعبية و الوطنية وصاخبين بصوت عالً شعارات ضد للاحتلال الإسرائيلي وقراره العسكري بفرض "المنطقة الأمنية العازلة" .

أحمد علي أحد المشاركين في المسيرة فلسطيني عاش في لبنان يقول في هذه المناسبة " ذكرى الاستقلال تطل علينا ونحن في أوج حالة الانقسام الفلسطيني وتشتت الرأي، ورد بعض الروح المعنوية المهدورة بعد صفقة شاليط، وذكرى الاستقلال تطل على حياء أمام الأصوات المختلفة، والتي كلا منها ينادي في اتجاه، فلا قرار في الأمم المتحدة ينصفنا ولا وحدة تجمعنا".


ويضيف علي في حديث لمراسل وكالة قدس نت للأنباء "يوسف بشير حماد"  في هذه الذكرى " نتمنى أن تكون ذكرى وحدة ولحمة وقوة لشعب الفلسطيني، وتساعد على عودة الروح الوطنية لأجسام القيادة الفلسطينية". معتبرا أن هذه المسيرة التي يشارك فيها عدد من المتضامنين الأجانب تعد شيء "جميل للغاية خاصة وأنك أن ترى أجانب شرقيين وغربيين يشاركون ذكرى استقلالك في بلدك المحتل فهذه لفته قوية بشعور جميل".

أما منسق عام المبادرة المحلية للمقاومة الشعبية بقطاع غزة صابر الزعانين  فدعا في هذه المناسبة إلى الاستمرار في المقاومة الشعبية وكل أشكال النضال الفلسطيني حتى الخلاص من الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال .

وقال  "رغم إعلان الاستقلال من العاصمة العربية الجزائر مازال شعبنا يواصل معركة التحرر الوطني, ونؤكد هنا بأننا نتمسك بغصن الزيتون الأخضر وبندقية الثائر حتى تحقيق أهدفنا الوطنية".

وناشد الزعانين أحرار العالم قائلا :"ندعوكم للتضامن مع شعبنا الفلسطيني والعمل على مساندة النضال الفلسطيني لتحقيق الحرية والاستقلال".

كما دعا الزعانين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وكل القوى السياسية الفلسطينية للوحدة والاتفاق على برنامج سياسي موحد، يضمن الحفاظ على المشروع الوطني ، والعمل على قيادة الشعب في معركته ضد الاحتلال وتحقيق مصيره" .


وفي كلمة باسم المتضامنين الأجانب قالت الأمريكية من أصل هندي  راديكا إن " الدور الذي يمارسه المتضامنون يشكل دعم معنوي كبير للشعب الفلسطيني خاصة في ذكرى استقلالهم والمشكلة أن الاستقلال تأتي ذكراه وهم تحت الاحتلال".

وتؤكد راديكا "أن الحق الذي وراءه مطالب لا يضيع, متمنية بأن "يكون الفلسطينيين متحدين وموحدون في وجه من ضيع حدودهم وقتل أبنائهم وأطفالهم، أي الاحتلال الإسرائيلي".

وشددت المتضامنة الأجنبية على ضرورة مقاطعة البضاعة الإسرائيلية، وذلك كأبسط أنواع المقاومة، معتبرة بأنه عندما تشاهد البضاعة الإسرائيلية مطلوبة في غزة دون غيرها "فهذا أمر مؤسف جداً".

ويؤكد زميل راديكا الناشط الأمريكي إيثن تسوكي على أن الشعب الأمريكي يساند الشعب الفلسطيني في نضاله السلمي"، موضحا بأن حركة التضامن الدولي تعمل في الأراضي المحتلة مع قوى المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس أعمال غير إنسانية ولا مبررة .

وقال توسك إن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين تخالف القوانين والأعراف الدولية ، لذلك نخاطب الشباب الأحرار في العالم للقيام بأوسع حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني والعمل على مقاطعة إسرائيل في كل العالم كونها لا تحترم مبادئ حقوق الإنسان الأساسية والبسيطة." .

الجدير ذكره أن مسيرات أسبوعية تنفذها المبادرة المحلية (نشطاء المقاومة الشعبية في غزة)  بمشاركة منظمات محلية وبعض فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التضامن الدولي تحت عنوان " مقاومة المنطقة العازلة على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة".