الأحد، 18 أكتوبر 2015

الرداء الخادع

الرداء الخادع

لا احد يمكنه ان يشرح لعائلة الرضيعة (شام) بلغة المنطق لماذا تحل بهم المصيبة، غيرهم في المحنة كثيرون وهي بالطبع لن تكون اخر الموتى في بيئة صحية حكومية تتأفف من رؤية صور الضحايا الذين يسقطون بسبب الاخطاء الطبية لجهل في الكوادر وكسل في تحمل المسؤولية وهو الاكبر. ولكنهم مستمرون في تعداد ارقام الصاعدين الى السماء فقط كونها عملا يبقيهم مستمرون في تصفح الانترنت.
اخر ابداعات المشافي الحكومية في غزة خنق
الرضيعة / شام يوسف احمد. بسبب الكسل الفادح لدى الطواقم الطبية في عدم تحويلها لعملية جراحية طارئة بمجمع الشفاء لعيب خلقي ولكن السبب الاحق هو ان الاطباء يرفضون العمل ايام الجمعة والسبت لانهم في اجازة تمنعهم من انقاذ ارواح الناس فتعمل بدلا من ذلك على ازهاقها بما لا يمكن عرضه.
  لم تبغ الملاك شام من العمر الا 48 ساعة تفيض بنور الوجه أمست الى حفرة الجنة مزرقة الوجه لم تملك في ترحالها غير الصراخ والبكاء رغم خروجها البسيط للحياة، قضت حيث السماء تزدحم بالارواح ولكنها وجدت طريقا تنيرها قناديل الرب في هذه الايام.
روعت (شام) برحيلها قلوب ضعيفة مهما كانت صاخبة في الحياة، هنا- اي قطاع غزة - في زمن (الحكم الرشيد) حيث لا مسؤول يطمئن الرعية بمحاسبة الفاعل الذي ينجوا بفعلته كما نجى من قبل بل ويستعد لتكرار مصيبتة من دون ان يبدي في العلن من مواقفة اي اهتمام بالارواح التي تزهق تحت ايادي تلبس البياض لانقاذ
هذه الارواح، ويجعل الجدل المستعر بأي طريقة يمكن اهل الضحية تقديم شكوى لدى وزارة طبية تحتاج عمليات طبية لاستئصال اورامها حتى تعيد الحياة لاركانها التي تشعر بالتأفف من رؤية اهالي الضحية الرضيعة وهم ينفرون ويزمجرون لان روحا منهم فاضت؛ لإهمال مقصود او غيره.
ان حضيض المأساة وذروتها هي حالة الحصانة التي تختزل المذنبين وكأن شيئا لم يكن لتصبح ادانتهم غير قابلة للاختراق.
لذلك تستمر الاخطاء ولعل تجمليها بالاخطاء الطبية هي لغة حميدة لانها بالمعنى الصحيح هي حالات اعدام بسبب اللامبالاة في حفظ الارواح لدى اهل الصحة والدواء.
استمعت لشرح موسع من الكوادر الطبية فكلا يحمل الاخر المسؤولية في بلاد لا مسؤول فيها يصاب ويبقى بين اكناف الاوراق وشكواها مكتفيا بالقول انه امر مأساوي وقدر الله. نعم انه قضاء مأساوي كالزلازل والاعاصير والكوارث الطبيعية لا فاعل تجب ملاحقته ولا تحذيره من تكرارها، فتستمر حصد الارواح باسم قضاء الله وقدره الذي هو نفسه لا يحب الظالمين.

يوسف حماد / الاراضي الفلسطينية