الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

جامعة الأزهر من أجل غزة




نائل خضر – غزة

من المعلوم أن أي نظام يتكون من عدة عناصر، بعضها الأساس والآخر الفرع
في نظام الجامعة نرى أن العناصر الأساس في الهيكل هي الطالب والهيئات التدريسية والإدارية. وكلها يكمل بعضه البعض، ولا يخفى علينا العلاقة التكاملية بينهم. أما في الوظائف الإدارية فتقوم على عدة مبادئ أهمها الشفافية التي تحدد العلاقة بين الطالب والإدارة، على الأقل. هذا بالافتراض. وهذا ما يتوقعه كل من الأطراف المعنية في النظام.
اليوم وبعد فترة عصيبة من الدمار الذي شل غزة، وبعد النفوس المهتزة اثر العدوان الصهيوني الأخير، لا يسعنا سوى أن نلجأ الى الاجتماع الأخوي من أجل التفريح عن النفس. وهذا ما حصل في الأيام الأخيرة في الجامعة. حيث اجتمع الطلاب يتناقشون ما حصل في العدوان الغاشم.
بالعودة الى النظام، فإن هناك ما يسمى بعلم النفس التربوي وهو الأداة الفاعلة في تنمية العلاقة بين الطالب والجامعة مثلا. واقتبس، " يهدف علم النفس التربوي إلي توفير كم من الحقائق المنظمة و التعميمات التي يمكن أن تساعد المعلم في تحقيق أهدافه المهنية و تقدير أهمية العلاقات الإنسانية داخل حجرات الدراسة في بناء شخصيات التلاميذ إلي جانب فهم الأساليب الدقيقة في الحكم و تقدير نتائج التلاميذ و التواصل إلى القوانين التي تحكم السـلوك مما يساعدنا مستقبـلاً على التحكم في مواقف مختلفة مثل (أساليب العلاج – التأهيل النفسي اختيار الأفراد للأعمال المختلفة – برامج التعليم ) . "
وهو الأساس في انجاح العملية الدراسية والتربوية، على الفرض القائم أن المؤسسات التعليمية هي مؤسسات تربوية، والا ما سميت الوزارة بوزارة التربية والتعليم. وهنا تجتمع العناصر متكاملة لتحقيق الهدف الأسمى وهو انتاج جيل واعد وصاحب قرار. ولما كانت الشفافية هي المبدأ الأساس، جعل الطالب نفسه العنصر المتلقي وليس المستقبل، وحين يريد أن يرسل يفترض أن يستقبل منه الطرف الآخر.
اليوم الأول من ديسمبر أجمع طلاب قسم اللغة الانجليزية من رحم كلية الآداب العريقة في جامعة الأزهر على أن يقوموا  بوقفة جماعية من أجل التفاهم مع الإدارة بشأن الامتحانات النصفية.  بعد أن تقدموا سابقا بالإجراءات التسلسلية للحوار الطلابي الإداري، بحيث توجه ممثلين عن طلاب القسم بكتاب الى رئيس القسم الذي بدوره أوصله الى عميد الكلية الذي ، آسفا أقول، لم يوصل الرسالة الى إدارة الجامعة.
 وبعد هذا الجهد الحضاري لم يتوقع الطالب أن لا يتم تقبله أو أن يرفض المسؤول عن الطالب السماع منه. لذا وبالطريقة المعهودة في جامعة الأزهر، توجه الطلاب باعتصام صامت الى عميد شؤون الطلاب على اعتبار انه  الممثل للطالب وصار هناك الحوار. وتناقش الطلاب مع العميد والموظفين هناك بشأن الامتحانات، فتحدثت احدى الطالبات عن الأثر النفسي الذي ضرب الشباب في فترة العدوان، فكانت وجوه المستقبلين لا مبالية.
 بل وتعدى الأمر أن يقول أحد عناصر الأمن" الي مش عاجبه الجامعة يطلع منها". بشكل حضاري خرج الطلاب منتظرين كلمه عميد شؤون الطلاب لرئاسة الجامعة بشأن الطلاب الذين لم يتقدموا الى امتحاناتهم صباح اليوم، وبشأن  مطالب الطلاب الشفافة. فرجع بخفي حنين!
يصر الطلاب على أن يستمع لهم المسؤول  دون حواجز، وأن ينظر الى الحال النفسية التي تعم الشارع، ويأخذ بعين الاعتبار النظرية النفسية التربوية. كما ويأملون أن يتم الاستجابة لمطلبهم البسيط وهو اعطائهم مهلة اضافية ليستعدوا لامتحاناتهم . مؤكدين وبالإجماع على أنهم لن يتقدموا الى أي اختبار الى ان تنظر الجامعة بأمرهم بجدية. مؤكدين على أنهم ليسوا مجموعة من المتكاسلين أو أنهم سوقيين، وهذا ما دل عليه سلوكهم الحضاري اليوم.


الكاتب نائل خضر من غزة