الاثنين، 22 أكتوبر 2012

حماس تجد نفسها حليفاً لإسرائيل على الجماعات المتطرفة



غزة _ مدونة حارة " ترجمه خاصة"

جنازة سلفي جنوب القطاع نقلا عن وكالة قدس نت للانباء بعد أخذ موافقتهم

حماس، وهي الجماعة الاسلامية التي تحكم غزة، والتي هي نفسها كانت تعتبر يوما انها واحدة من اكثر الحركات الفلسطينية تطرفا.  هي تعمل الان على قمع الجماعات الراديكالية الاسلامية الاكثر تشددا والتي نشأت هنا. وفقا للجماعات المتشددة، فإن حماس تضع نفسها في موضع الهجين حيث تشارك مصالحها مع اسرائيل.

ان المتطرفين الجهاديين، الذين يتبعون بفكرهم الى ايدولوجية القاعدة، يعارضون وقف حماس غير الرسمي والضعيف لوقف اطلاق النار مع اسرائيل.

يقول السلفيون المسلحون ان حماس قامت باعتقالات في الاونة الاخيرة، كما وصادرت الاسلحة من احدى المجموعات المعروفة "بجيش الامة". وبينما يسعى السلفيون لتعزيز مظهرهم الاسلامي المتشدد بوسائل سلمية، تحول البعض هنا الى العنف في السنوات الاخيرة.

وتنظر كلا من حماس واسرائيل على الجماعات السلفية المسلحة باهتمام متزايد. حيث نوه المسؤولون الاسرائيليون الى عمليات تهريب السلاح الى غزة والى العلاقات القائمة بين الجماعات في غزة وأولئك الذين في الجهة الاخرى من المعبر الجنوبي، في الصحراء الجبلية المقفرة في شبه جزيرة سيناء.

" حماس تضيق الخناق على أعناقنا وتدمر بيوتنا" كما أسلف أحد السلفيين في مقابلة معه هذا الاسبوع في بيته في مخيم للاجئين في وسط غزة. وقد كان مرتديا لباس الخفية حين تحدث حتى يتجنب جذب انتباه سلطات حماس، وأضاف قائلا:" نحن نتعرض للمطاردة من حماس واسرائيل ومصر على حد سواء"

لقد كان هذا الناشط ينتمي الى مجموعة راديكالية تدعى" جند أنصار الله" والتي سحقتها حماس في العام 2009. أما اليوم فهو يقضي معظم وقته يتباحث القانون الاسلامي ويتشاور مع غيره من السلفيين الذين يأتون الى بيته، الذي فيه مكتبة تحوى حوالي 100 كتاب في المواضيع الاسلامية.

وقد تحدث أحد القادة السلفيين في مقابلة اخرى، والذي أيضا تحدث خفية لخوفه من انتقام حماس قائلا:" لقد انتهى امر الجهاديين كمجموعات الان"، مسترسلا أن حماس طاردت المجموعات واحدة تلو الاخرى.

رفض المسؤولون في حكومة حماس التعليق على الاجراءات التي اتخذتها حماس ضد السلفيين. ولكن يحي موسى، وهو عضو حمساوي في البرلمان الفلسطيني، قال ان للسلفيين الحق في الشروع في مقاومة اسرائيل ولكن يجب أن يكون ذلك " ضمن البرنامج الوطني الموحد" قاصدا بذلك ضمن سياسة حماس.

وقال المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع الاسرائيلية، يوسي كوبرواسر، أن اسرائيل في غزة واجهت " عنصر حاكم معادي يعترض عليه أحد العناصر الاكثر عدائية" وأن " الجماعات الراديكالية الاسلامية تتنافس فيما بينها على من هو الأكثر تشددا". وفي لقاء مع صحفيين في القدس هذا الاسبوع، قال السيد كوبرواسر، مدير وزارة الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلية، أن حركة الجهاد الاسلامي، وهي قوة بارزة تقع فيما بين حماس والسلفية، تصبح أقوى وأكثر عتاداً. لقد قامت اسرائيل على مرتين هذ الشهر بشن هجمات صاروخية شرسة على المسلحين في غزة، والذين عرفتّهم على أنهم نشطاء في حركة الجهاد العالمية، قائلا أنهم شاركوا في اطلاق صواريخ وفي التخطيط لهجمات أخرى على اسرائيل.

أحد هذه الهجمات الاسرائيلية أدى الى مصرع هشام السعيدني ، وهو الناشط اللامع الذي قاد جماعة التوحيد والجهاد. قال الجيش الاسرائيلي أن السعيدني كان يخطط لهجوم محبوك على اسرائيل على حدود سيناء بالتعاون بين المسلحيين الغزيين و النشطاء السلفيين في سيناء.

لقد شددت حماس الأمن على معبر غزة مع مصر كجهد لمنع أي تعاون لوجستي بين الجماعات في كلا الجانبين. ووفقا  لما قاله الفلسطينيون الذين يعملون في أنفاق التهريب التي تجري أسفل الحدود، فان حماس شددت على فحص مكثف لهويات سكان المنطقة.

بينما أشار البعض الى نجاح حماس في احتواء الجماعات السلفية، فقد أشار اخرون أن الجهد معقد بواقع الحقيقة أن أغلب الجهاديين نشأوا من صفوف حماس. وقد تركوها حين قررت الجماعة المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 وهزمت منافسها العلماني -حركة فتح.

قال السلفيون ان قرار حماس في المشاركة في الانتخابات حيدها عن مسارها الاسلامي. وبعد ذلك بعام، وبعد جولات من الاقتتالات الدموية بين الفصائل، سيطرت حماس كليا على غزة باقتتال داخلي مع قوات فتح أدى لهزيمة الثانية.

لقد كان السلفيون نشيطين في غزة منذ عقود، وانخرطوا في النشاطات الخيرية والتعليم الاسلامي، معتمدين على التبرعات من الداعمين في الخارج، غالبا من دول الخليج.

ولكن، وبعد انتخابات عام 2006، بدأ الجهاديون المسلحون بشن هجمات على اسرائيل وعلى مقاهي الانترنت والمطاعم وصالونات الكوافير في غزة. وهي أماكن اعتبروها مخالفة لتفسيرهم المحافظ للإسلام.

جاءت نقطة التحول في أغسطس -آب 2009 حين أعلنت جماعة جند أنصار الله عن امارة اسلامية في جنوب غزة. تحصن حوالي المائة رجل من رجال الجماعة في مسجد في جنوب رفح وتناوشوا في مواجهة مع ضباط امن حمساويين، الامر الذي انتهى بمواجهة مسلحة بين الطرفين. وبالإجمال، قتل 28 فلسطيني في القتال، أغلبهم من السلفيين، بما فيهم قائد الجماعة، عبد اللطيف موسى.

أشار ناثان ثرل، وهو محلل لقضايا الشرق الاوسط في مجموعة النزاعات الدولية التي مقرها في بروكسيل، الى أنه منذ القمع الذي حصل عام 2009، وُجد أن عدد الهجمات على المقاهي وأماكن الترفيه قد انخفضت بشكل كبير.

 كتب ناثان ثرل بالبريد الالكتروني:" ان حماس نجحت وبنجاعة في احتواء الجماعات السلفية الجهادية في غزة".

ومن جانبه قال السيد كوبرواسر، مسؤول وزارة الدفاع،" فان حماس لم تصل الى الان الى قرار استراتيجي لإنهاء هذه الظاهرة". وقد أشار ايضا الى أن حماس أطلقت سراح السعيدني في شهر أغسطس، والذي قُتل في غارة اسرائيلية مؤخرا.

وقال السيد كوبرواسر أن تردد حماس في حسم المواجهة مع الجماعات الجهادية قد ينبع من الخوف من قوتهم، وكذلك احتمال أن بعض أعضاء الأمن في حماس يحجمون عن اتخاذ اجراءات صارمة ضد زملائهم السابقين.

وقال كوبرواسر في حماس:" انهم يتخذون بعض الاجراءت على الارض، ولكن ليس عن طيب خاطر"

تقرير فارس أكرم من غزة و ايزابيل كيرشنر من القدس. نيوريورك تايمز 

ترجمه نائل ماهر خضر