السبت، 5 مايو 2012

في غزة.. مرضى الثلاسيميا يشكون الموت البطيء !!

غزة - الصحفي يوسف حماد
لم يسلم شيء من الأزمات والمعاناة والحصار الاسرائيلي وغيره في قطاع غزة حتى وصل الأمر الى الذين طال بهم الأمد في انتظار بسمة هنا أو طريق هناك أو في أبعد الزوايا ولكن الطرق ضربت أطنابها بالنسبة لبعض المواطنين مثل مرضى الثلاسيميا الذين تضيق بهم سبل العلاج والحياة وحتى الموت في قطاع غزة.

مرضى الثلاسيميا ونحن نقترب من اليوم العالمي لهم الذين يوافق الثامن من أيار/ مايو يقارب عدهم كمرضى في قطاع غزة 380 مريض باتوا يشكون الموت البطيء.

نريد ابتسامة فقط
سوسن 24 عام من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة تمكث في مستشفى الشفاء بغزة أكثر من منزلها وبالتحديد في قسم الاورام أعربت عن أملها في إيجاد طريقة مناسبة لمعاملة الشارع معها كونها مصابة بمرض الثلاسيميا المعروف عالمياً باسم (فقر دم منطقة البحر الابيض المتوسط ويعرف ايضاً باسم انيميا البحر المتوسط ).

وتقول سوسن " لا نريد مساعدة مالية أو مادية من أحد نحن لا نريد أن ينظروا الينا وكأننا نريد مالاً أو طعام نحن نريد ابتسامة نراها في وجه المواطنين فقط ".

وتضيف " نعاني ونتحدى في آن واحد لأننا اصحاب حق ولا يضيع حق ورائها مطالب ومع كامل اسفي الكبير تجاه المسؤولين الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال علينا ولو عن طريق الخطأ " موضحة أنه في بعض الاحيان ينظر المجتمع إلى مرضى الثلاسيميا بعين السخرية والضعف بسبب تكدس الحديد على " جلدنا واعطائنا لون اسود داكن لان الثلاسيميا تقتل كرات الدم الأمر الذي يؤثر على أعضائنا الخارجية وخاصة بشرة الوجه والنتوءات التي تبرز جراء الادوية التي نتعاطها مع كل هذا نحن نقول الحمد لله لان هذا من فضل الله علينا ".

سوء معاملة من بعض الممرضين والاطباء
شيرين 17 عام من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بدأت حديثها لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء" يوسف حماد و"مغذي الدم الوريدي " في يدها والحسرة والالم الكثير في بالها منتظرة التحويلة الطبية لنقلها إلى الأراضي المصرية من أجل زراعة نخاع شوكي.

وتضيف شيرين قائلة " ان معاملة بعض الاطباء لنا داخل المستشفى تنم عن عدم قبولهم لنا كبشر في المشفى حيث يكون التعامل الفظ وسوء النظرة وكأننا نحن من فلعنا هذا بأنفسنا، نحن نتمنى أن لا يقع أحد في مرضنا حتى لا يشعر بما نحن فيها من تصدع نفسي داخلي لا يوصف ". حسب ما ذكرته.

وناشدت المريضة شيرين بضرورة الاسراع في تحويلها وعلى وجه الخصوص إلى إسرائيل معللة ذلك بأن بعض العمليات التي تجرى في مصر لا تنجح في بعض الاوقات.,







شيرين التي تمتلك موهبه الشعر والقاءه لم تعر انتباهها لهذه الموهبة التي ذهبت وبقي مرض الثلاسيميا مسيطراً عليها بكل قو, ووجهت كلمة حرة لكل مسؤول في موقعه أن يقموا بعمل جمعيات متخصصة لمصابي هذا المرض مؤكده أنها لا تريد عطف او رحمه بل تريد حقها في الحياة حتى لو كان بسيط. ".

نحن لسنا بشر
الشاب محمد 28 عام من حي الزيتون بغزة متزوج ويعاني من مرض الثلاسيميا من الدرجة الثالثة والتي تعد الأصعب في مراحل المرض بات الأمل مفقود لديه خلال حديثه قائلاً " انا لا اشعر أنني اعيش في بلدي ووطني كما أنني لا اشعر بأن أهلي أصبحوا كذلك هذه الحياة لا نردها اذا كان المريض يعامل كأنه ليس انسان."

محمد انهى دراسة بكالوريوس تربية اجتماعيات في احدى جامعات غزة قال لمراسل " انا بطلت تفرق معني ومش بعيد أعتصم في نص شارع عمر المختار لانو ما خالينا حدا في غزة أو رام الله بل وصل الأمر بوزارة الصحة بغزة تكتب لنا أدوية غير معترف بها".

ولفت إلى أنه يذهب كل أسبوع لمستشفى الشفاء لأتناول الدواء في المستشفى بسبب عملية جراحية جرت لي لاستأصل الطحال وذلك من أجل التخفيف من انتشار المرض مضيفاً " معظم حالات الوفاة التي تنتج عن مرض الثلاسيميا تأتي بسبب حالات الاكتئاب التي تصيب المرضى بسبب الاهمال غير المبرر والتصرف اللإنساني من المختصين في غزة ورام الله

وبجواره كان أشرف أبو مجاهد جالساً على سرير المرض فأعرب عن امتعاضه من الاهمال الذي يتعرض له المرضى مطالباً بضرورة توفير طبيب نفسي لكل مريض ثلاسيميا لان وضع المرضى صعب جد.

وقال " لا وزارة صحة معترفَة فينا بشكل رسمي ولا حتى أدوية متوفرة، لان دمنا يصل قوته أحياناً ل6 درجات فقط وعن مادة الحديد في جسم المريض التي بدت ظاهرة بشكل جلي على ملاح جسده قال " تصل نسبة الحديد الى 2000 درجة وفي الانسان الطبيعي تصل فقط 200 الأمر الذي يتعبنا دائماً ".

وأوضح أنه في أحد الأيام في احتجازه في قسم للشرطة بغزة بسبب شكوى تقدم بها ضد وزارة الصحة لأنها – حسب قوله- لا تهتم بهم.

وزارة الصحة تستغرب..
الدكتور أشرف القدرة المتحدث بإسم وزارة الصحة بغزة استغرب شكاوى بعض المرضى قائلاً " نحن بشكل دوري نقوم برعاية مرضى الثلاسيميا وتغذيتهم بالدم كل أسبوع تقريبا".

وأضاف القدرة قائلاً لمراسل وكالة قدس نت للأنباء " هناك جمعية خاصة داخل المشفى تابعة لوزارة لصحة مخصصة لمرضى الثلاسيميا وتقدم لهم الرعاية في كل المجالات قدر المستطاع".

وحول موضوع المعاملة السيئة من قبل بعض المريضين والأطباء في المشفى قال " هناك بعض الجزئيات التي نغفل عنها وتكون تصرفات شخصية من البعض وتحتاجا للبحث والتدقيق ولو كان هذا الكلام صحيحاً سوف نتخذ الاجراء المناسب بحق كل مخالف".

وأشار القدرة إلى أن وزارة الصحة تصرف العلاج والأدوية الخاصة بالمرضى ولا يوجد أي علاج تم صرفه بشكل عشوائي أو غير مناسب للمرضى بل عن طريق وزارة الصحة فقط ومن خلال صيدلياتها.