الجمعة، 3 أكتوبر 2014

كل عام ولا يوجد خير

كل عام وانتم بخير، فهذا الخير يمنع فيه الطموح والامل، والجموح بالفكر ومناطحة رؤوس اموال الفكر السائد الوحيد وشعاعه الالهي كما يقولون، كل عام والخير في هذه الكلمة لا يغادره قسرا واعتاد على تكرار نفسها  أمام افواه ملت الكلام وجفت بالتلاسن المعسول نفاقا، كل عام وانتم تعتاشوا بلا حياة وبلا موت وبلا امل وبلا خير الا في نطقه، كل عام وانتم بخير لان الضرورات تبيح المحذورات، كل عام وانتم تستمعون الى التجارب الصاروخية التي عادت من جديد، مع اختفاء الاستطلاع، كل عام ولا خير الا في يوم الله العظيم والرجاء منه، كل عام والبشر يزدادوا قسوة وكرها واضغانا باحقاد، كل عام وغلبة الدين بفتح الدال سائدة وقهر الرجال ما اكثرة.
كل عام وملئ الاشداق ترتوى قهرا قسري ينتظرون موت كريم او قبيحا بلا جدوى، كل عام ونحن، نذهبا بكل محبة لحيتان الروم، واسالك الاحتلال، ونبيع ما تبقى من مجوهرات لرؤية العيد الجميل في اوساط الكافرين.
كل عام ونحن نحلم مع اتجاه الريح، ونستعد فتأتي نكبات لا تختلف عن ارقام القرن الماضي.
كل عام والمعبر يزداد ظلما، يزداد مالا، يزداد ارجاعا.
كل عام وحرب الشتاء تقترب على بيوتا وبيوت، كل عام والكثيرون يقرأو ويمروا بحزن، ويعودوا لحياتهم بصورة عجيبة، كل عام ونحن لسنا ابناء الكبار مع اننا من يعبدهم ويكبرهم ويوصلهم الى القمة الساذجة، كل عام ونحن نرتوي صبرا ثقيلا لا يسمع ولا يرى ولا يبصر اي انوار، وفقط نحلم به ونحن في وضح الشمس حتى، كل عام ونحن لسنا ابناء حماس او السلطة ولا من رعاع مثناهم حتى ندرس في مانهاتن وفلوريدا وفرجينيا وام درمان وسوسة وطنجة وكوالالمبور، وجاكرتا وكاراكاس، مانشستر وغلاسكو، ودبلن واثنيا، ثم وارسو وصوفيا وموسكو، كل عام ونحن نكره انفسنا ورؤساءنا وحماسنا وغزتنا، وحسابنا واهلنا وننفث جهنم مقتنا في احبابنا.
الا الذين احبهم محمود درويش.
كل عام وانتم بخير حقيقي غائبا ولكنه يبقى حاضرا


ك

هناك تعليق واحد: