الجمعة، 10 أبريل 2015

خطبة الوداع..

كتب يوسف حماد..

لم تسقط حركة حماس من كرسي الحكم في قطاع غزة بعد، ولكن صراعها الدامي والطويل مع هذا الحكم منذ 8 سنوات زلزل اركان القطاع فقلب حياة الناس وبدد امالهم بين مقابر موت وهجرات حماعية ومزيد من مخيمات اللجوء المهين، كما بدد مقومات مدينة كان يسود الاعتقاد انه منجم خير لاهلها ستكون سنغافورة الغرب الاسيوي ولكنها تحولت بيسر او تكشفت بانها فرق موت تقتل وتقتل دونما رحمه ليبقوا متربعين على مناصب صارت في عين اهالي خزاعة وغيرهم اوهن من ان يبقى لو لا ارتهانها الى دعائم قاسم سلماني وتميم قاعدة السيالية.

 "علي الطلاق ما تم المصالحة" ،" والله لاقطع ايدي لو تمت المصالحة" قال قادتهم منذ البدء وما كان احدا  يتوقع اذ ذاك، لان حسن الظن في ضباط ماجد فرج الذين كانوا غرقى في مسارح بيروت تصفق بحرارة، وضباط اخرين يصارعوا الخوف للقبض على ابو انس الليبي احد قتلة تنظيم القاعدة في بلاد القذافي لصالح جهاز المخابرات الامريكي تاركين القطاع يصرع ويقتل دونما رحمه. وايضا وايضا.

ولم يتوقع احد ذلك ايضا لان حسن الظن في العالم وحقوق الانسان بعدم اعادة حصار بيروت او مثيله لبغداد او حتى لشبيهم مقر المقاطعة برام الله.

 وهم نفسهم هدووا مرارا بزلازل مدمر اذ فكر احد في القضاء على الحركة من منافسهم في ضفة نهر الاردن او اخذ الحكم من بلاطهم المقدس. ولا كان احد يعتقد ان القيادة الرياضية للحركة الاسلامية واخرين اصبحوا اقطاعين بصورة اشد من اشد حلفائهم العثامنيين قديما في نفس البلاد قبل قرنين من الزمان.

اذا لا يزال رجالات حماس بمعزل عن ويلات الكوارث على اهالي القطاع كما نظائرهم في السلطة الفلسطينية والفصائل بمختلف اتجاهاتها،مع ذلك  ولم يعدموا من صفيق حار لكل كلمات تسمع منهم عبر شاشات لا تصلها تيارات كهربائية، لان مصفقيهم كما اربابهم لم يعرفوا او يدركوا الفقر او الجوع.

لذلك فان تفسير نجاتهم اصبح مدركا بان التغير الديمقراطي الذي يكون على مرمى (صاروخ 107 )  من اسرائيل مرفوضا وممنوع واي ما كان الامر.

ثم ان الناظر الى خزاعة الزنة الشجاعية وبيت حانون يدرك ان غوائل الموت تحرق قلوب الناس برد وقهرا كما صيفهم القادم دونما رأفة او شفقة من سلطة انقسمت بين فتح حماس وتتراجع فيها مكانتهم من حكام بلاد في منطقة ذاتية الحركة الى اداة في يد قوى اقليمية ودولية كبرى.


تستمر حركة حماس في السيطرة على قطاع غزة رغم ضراوة الحروب والمعارك التي استهداف اهالي القطاع واياها كونها الصفة الاقوى طوعا وقسرا في هذا القطاع كثير السكان قليل الاسكان وتستمر وغيرها من الفصائل الفلسطينية واسرائيل في شد وجنات الناس اقتطاعا واقطاع حتى نموت ويبقوا احياء.

في الضفة الاخرى تغيرت المسميات او بقى الترادف في النزاع السياسي مع حكومة اقصى ما يطير ببالها ان تنفي حديث اوضعها في زوايا ضيقة؛ ثم  تتنكر لاتفاق شاطئ ابتلع البحر اوراقه ويكاد يبتلع مخيمه كما شارك واسماكه التهام مئات الفلسطينيين في بحر الروم الايطالي هاربين لا فاتحين.


في غزة اليوم لا كلمة تعلو على كلمة فتحي حماد قائد حركة حماس وجناحها العسكري على اقل تقدير؛ وهو الذي تعتبره اسرائيل رأس المال في الحركة ومضختها المادية؛ ولا كلمة تقف امامه سواء حديثه مع رئيس فليق القدس الايراني قاسم سليماني.

وليس ثم من يوزاهم او ينافسهم على السلطة الفعلية سواء ماجد فرج زعيم المخابرات الفلسطينية وعزام الاحمد ثم حسين الشيخ وليس باكثر طوعا على السلطة من سابقيهم.

انهم يتصارعوا على تحقيق اهداف بالطبع ليس من بينها حرية الحياة وعدالتها في الاراضي الفلسطينية ولا حقوق الملايين المشردين مرغمين مكرهين في اسقاع الارض او افساح المجال لكرامة ديمقراطية هي اقصى ما تبقى للفلسطينيين، حيث ما زالوا بين جدائل الكذب والنفاق لوزراء يمجدوا انفسهم (بتكريم مدعوم الاعلان عبر الفيس بوك) وقيادات تنصب نفسها الهات بتوصيفات خادعة كريهه الرئحة اصبحت معروفة معلومة رغم عدم استطاع احد فعل شيء.

وليس لحماس او السلطة وسواهم من ارض صراعهم الكبيرة سوى مساحة ضيقة يذهبوا فيها للاسواق لمصافحة البسطاء واما الحديث عبر مؤتمرات داخلية متلفزة.. والقيادات الاخرى التي اصبحت تركض على شاطئ بحر غزة الملغم بالامراض والتلوث والموت البطئ.

ومن هذه النقاط تبث محاطتهم الاذاعية والتلفزيونية شعارات السيادة الوطنية والمقاومة والممانعة والاستعانة بالمجتمع الدولي وايضا وايضا الخ.. الخ..


يوسف حماد .. الاراضي الفلسطينية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق